رغم جميع التدابير الحكومية المُعتمدة تواصل أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب، خلال شهر يوليوز الجاري، تسجيل مستوياتها المعهودة التي سبق لها أن سجّلتها خلال الأشهر الماضية، باستثناء فترة عيد الأضحى الأخير.
وتكفي زيارة واحدة إلى محلات الجزارة بمدينة سلا، على سبيل المثال، للتأكد من كون ثمن هذه المادة الأساسية مازال يعرف “الاستقرار على وقع الغلاء”، إذ يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من “جيكو غنمي” إلى 120 درهمًا، في حين يُباع لحم الخروف بـ 110 دراهم، أسوة بلحم العجل. أما أثمان أصناف”الهبرة” و”الكفتة” و”الصوصيص” فتتراوح ما بين 120 و130 درهمًا للكمية نفسها.
وقال مهنيون في القطاع إنهم لم يلمسوا طلبًا كثيفًا خلال الأيام الأخيرة، على غير العادة، في حين تبقى الأولوية للمنتج المحلي، مع توجّه قلة قليلة من الزبائن نحو اقتناء أصناف محددة من اللحوم المستوردة.
وجاء على ألسن هؤلاء أن منسوب شكاوى الزبائن من ارتفاع الأسعار لم يعد كما كان سابقا، إذ ظهر جليًا وكأنهم اعتادوا على هذه الأسعار، وخاصة المنتمين منهم إلى الطبقة المتوسطة.
ياسر العطار، جزار بمدينة تمارة وصاحب سلسلة لإنتاج اللحوم الحمراء، صرّح بأن “السوق حاليا يتميز باختلافات واضحة في الأثمان والجودة كذلك، إذ توجد ثلاثة أنواع من السلع، تتوزع ما بين المستوردة والمحلية”.
وقال العطار لجريدة النهار إن “أثمان البيع بالجملة على مستوى المجازر الجهوية الواقعة بـ’بوقنادل’ تبقى مرتفعة إلى حدود الساعة، حيث يُباع لحم العجل بحوالي 90 درهمًا، ولحم الغنم بـ 110 دراهم، و80 درهمًا في حده الأدنى، باستحضار مسألة الجودة دائما”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “القطاع يعرف حاليًا طلبا محدودا، ولم يشهد بعدُ أي طفرة مرتبطة بحركية الصيف، ولاسيما الخاصة منها بالأعراس والحفلات، التي تدفع عادة المُجهّزين إلى اقتناء كميات مهمة من اللحوم الحمراء من لدن مهنيي الجزارة”.
كما ذكر المهني نفسه أن “المغاربة اعتادوا شيئًا فشيئًا على الأثمان التي باتت تسجلها اللحوم الحمراء منذ أزيد من سنة، ولم يعد النقاش محتدمًا بشأنها كما كان عليه الحال في السابق”، مفيدًا بأن “التغيّر الحاصل قبل عيد الأضحى الأخير وما بعده يتمثل في تجاوز إشكالية العرض على مستوى السوق”.
وسجل العطار أيضًا، وهو من بين المستوردين من الخارج، أن “الأفضلية تبقى دائمًا للمنتج المحلي، يليه المنتج الأجنبي من بقر ‘الليموزين’ المستورد من إسبانيا، في حين يغيب البقر البرازيلي عن اهتمامات غالبية المستهلكين، بفعل جودته المحدودة”.
أما محمد بن علوان، مهني بمدينة فاس، فتطرّق لإشكاليات قال إنها تواجه مهنيي المدينة في التزود بالمادة الأولية من سوق الجملة، ما ساهم بشكل مباشر في ارتفاع الأثمان، إذ يُباع لحم الغنم بحوالي 90 درهمًا، في حين يصل ثمن الكبد (للجملة دائمًا) إلى 120 درهمًا.
ولاحظ بن علوان، هو الآخر، في تصريح لجريدة النهار، أن “نسبة كبيرة من الزبائن لم تعد تشتكي من غلاء أسعار هذه المادة الأساسية، إذ بات هؤلاء مُتماهين معها مبدئيا، بخلاف ما كان عليه الحال في وقت سابق”.
وبخصوص أثمان البيع بالتقسيط فإنها تتوزع بين 105 دراهم لكل كيلوغرام من لحم العجل، و110 دراهم للحم الغنم، في حين أن ثمن الكيلوغرام الواحد من “الكفتة” مازال مستقرًا في 120 درهمًا، وفق المصدر نفسه.