
أخنوش يدعو إلى استثمار الذكاء الاصطناعي ويحذر من المحتوى المفبرك
قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، إن “الذكاء الاصطناعي يثير مفارقة كبيرة على مستوى اقتصاداتنا وتحديات على مستوى سوق الشغل”، مسجلا أن “الشركات التي لا تُدمجه، ولاسيما في مجالات مثل تطوير تكنولوجيا المعلومات أو الخدمات اللوجستية، مهدّدة بالتراجع تحت ضغط المنافسين الأكثر تسلحا بالتكنولوجيا؛ فالتقنية القادرة على التفوق على العنصر البشري في مهام محددة تهدد بشكل مباشر استدامة بعض الوظائف”.
وأضاف أخنوش، أثناء افتتاح المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، اليوم الثلاثاء، أن الرهان على هذا الذكاء يبدو، من وجهة نظره، “أمرا حاسما”، فتجاهله يعني “إهدار فرص اقتصادية واعدة، في حين أن تبنيه يفرض إعادة تشكيل سوق الشغل ووضع بلادنا على سكة التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم”.
وأشار رئيس الحكومة إلى “التحديات الأخلاقية المرتبطة بمخاطر استعمال الذكاء الاصطناعي في تزييف المعلومة والتلاعب بالمعطيات”، معتبرا أن هذا “ما يهدّد أسس مجتمعاتنا، لأن الانتشار السريع للمحتويات المفبركة والمضللة بوسعه التأثير سلبا على الرأي العام، والقيم الأصيلة للمجتمع”، مشددا على أن “مواجهة التحديات (..) تستلزم جهدا جماعيا من خلال التفكير والتنسيق بشكل مشترك وشامل”.
ودعا المتحدث عينه، الذي ألقى كلمة مسجلة عن بعد، إلى ما سمّاه “استثمارا في الموارد البشرية”، مبرزا أن “الموهبة والبحث والتكوين هي ركائز الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمستدام؛ ولذلك علينا أن نعزز أنظمتنا التعليمية ونشجع المبادرات التي تُهيئ شبابنا لوظائف الغد”، وتابع: “علينا أن نضع قواعد واضحة، فلا يمكن لهذا الذكاء أن يكون فعالا إلا في إطار من الثقة”.
وشدد المسؤول الحكومي نفسه على أهمية “ضمان حماية المعطيات، ومنع استخدامها الضار وغير الأخلاقي”، وزاد: “من هذا المنطلق فإننا في حاجة إلى حكامة ترتكز على التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني”، موردا أن “العالم يعرف اليوم ثورة تكنولوجية كبيرة تُعيد صياغة اقتصاداتنا وأنماط حياتنا”، وأردف: “ندرك الفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، ونعي جيدا التحديات التي يطرحها، خاصة في ما يرتبط بالسيادة الرقمية، والعدالة الاجتماعية، وحماية المعطيات والأخلاقيات”.
ويرى أخنوش أن منظومتنا الرقمية تعرف ما وصفه بـ”تطور مهم”، مضيفا أن “التطبيق الملموس للذكاء الاصطناعي أصبح واضحا بالفعل، ففي قطاع الصحة يسهم في إحداث تحول جوهري من خلال تعزيز التشخيص المبكر للأمراض وتطوير سبل الوقاية وتحسين مسار العلاج وفعالية المنظومة؛ وفي القطاع الفلاحة يعزز التدبير الأفضل للموارد المائية وتحسين مردودية الإنتاج الفلاحي”، وتابع: “على مستوى قطاع التعليم يقدم لنا آليات بيداغوجية مبتكرة قادرة على خفض معدلات الهدر المدرسي، وتحسين جودة التعلّمات”.