
“الهواة” يستقبل الأولمبيك والسريع
لم يتمكن فريقا أولمبيك خريبكة وسريع وادي زم من تحقيق العودة إلى القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، كما فشلا في ضمان البقاء ضمن أندية القسم الثاني، بعدما أنهيا الموسم الجاري في المركزيْن الأخيريْن على سبورة الترتيب، ليُرغما على النزول إلى قسم الهواة.
اندحار ممثّلَيْ الإقليم
نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، الذي توج بلقب البطولة الوطنية سنة 2007 وكأس العرش في مناسبتين وكأس العرب للأندية، وعزّز الساحة الكروية الوطنية والدولية بلاعبين في مستويات كبيرة، عاش خلال السنة الجارية موسمًا وصفه ممتبّعو الشأن الكروي بـ”الأسوأ في تاريخ النادي، بسبب الاضطراب وغياب الاستقرار الفني والإداري، ما انعكس سلبًا على أداء الفريق ونتائجه”.
ولم يختلف مصير نادي سريع وادي زم كثيرًا؛ إذ وجد هو الآخر نفسه في خانة الفرق المندحرة إلى قسم الهواة، بعد موسم شابته مجموعة من التعثرات والانتكاسات المتالية، إلى أن فشل تماما في استعادة التوازن المطلوب للمرور إلى القسم الأول، أو على الأقل البقاء ضمن أندية القسم الثاني.
وأشار عدد من محبّي “الفريق الفوسفاطي” إلى أن هذه الانتكاسة تشكل ضربة قوية للجماهير الخريبكية على مستوى الإقليم بكامله، بعدما فقدت تمثيليتها الكروية في القسمين الأول والثاني، إثر سقوط ممثليها معًا، معبّرين عن غضبهم واستيائهم العميق بسبب ما وصفوه بـ”انهيار الحلم الكروي” و”الإخفاق الجماعي في الحفاظ على مكانة الفريق”.
فشل وسوء تسيير
حسن أيت بن علي، الكاتب العام لجمعية الأحرار المساندة لفريق أولمبيك خريبكة، عبّر عن أسفه العميق لما وصفه بـ”الكارثة التي تعيشها مدينة خريبكة عقب نزول الفريق إلى قسم الهواة”، معتبرا أن “ما وقع سقوط غير مبرر لفريق تاريخي كانت له بصمة قوية على المستويين الوطني والعربي”، مذكّرا بتتويجه السابق بكأس العرب، ومكانته الرمزية كأحد أبرز الأندية المغربية.
وقال أيت بن علي: “كيف يُعقل أن فريق القرن، الذي تُوج بكأس العرب ويُعد من أعمدة الكرة الوطنية، يصل إلى هذا المستوى المتدني؟ هذا الوضع لا يُفهم إلا في إطار الفشل الذريع في التسيير”، مؤكّدا أن “الأسباب الحقيقية وراء هذا التدهور لا تعود إلى الجانب المالي، بل إلى ‘أزمة رجال’، مع تحميل المسؤولية الكاملة للمكتبين المسيرين للجمعية والشركة”، معتبرا أن “غياب الكفاءة والتدبير الرشيد، هو السبب المباشر في ما آل إليه الفريق”.
وأضاف المتحدث لجريدة النهار: “لقد قلتها مرارا، إن أولمبيك خريبكة لا يعاني من أزمة مالية، بل من غياب الغيرة والكفاءة لدى من يسيرون النادي، لأن الفريق يتلقى سنويا دعما يصل إلى مليار وأربعمئة مليون سنتيم من المكتب الشريف للفوسفاط والجامعة الملكية لكرة القدم ومجلس الجهة، ومع ذلك ينهار أمام أعين الجميع”.
مطلب الاستقالة ولجنة إنقاذ
وانتقد أيت بن علي صمت المنخرطين، مشيرا إلى أنهم “يتحملون مسؤولية مباشرة، بسبب عدم اتخاذهم موقفا واضحا تجاه المكتب المسير”، مشددا على أن “المنخرطين يشكلون برلمان الفريق، وكان عليهم أن يتحركوا لإقالة المكتب عبر جمع الثلثين، لكن حين يختارون الصمت، فهم يساهمون في استمرار هذا الوضع الكارثي”.
كما وجه الكاتب العام لجمعية الأحرار انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”تغول السماسرة”، الذين، حسب تعبيره، “يستنزفون مالية الفريق دون أي مردود تقني”، موضحا أن “الانتدابات الأخيرة شملت 14 لاعبا، لم يشارك منهم في الفريق الأول سوى لاعب واحد، فيما ظل الباقون خارج الخدمة”، وهو ما اعتبره دليلًا على سوء التسيير وغياب المحاسبة.
وأكد حسن أيت بن علي أن “جمعية الأحرار لن تبقى مكتوفة الأيدي، فهي تعمل حاليا بتنسيق مع جمعيات أخرى، ومنخرطين غيورين، وعدد من المساهمين، من أجل إعداد عريضة للمطالبة باستقالة المكتب الحالي في أقرب الآجال، وفتح المجال أمام تشكيل لجنة إنقاذ تضم طاقات نزيهة وكفؤة”.