انطلق، يوم الاثنين 5 شتنبر الجاري، بشكل فعلي على صعيد عمالة مراكش، الموسم الدراسي 2022/2023 في أجواء عادية بمختلف المؤسسات التعليمية بأسلاكها الثلاثة (الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي)، وسط تعبئة من لدن التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية وآباء وأولياء التلاميذ.
وفتحت مختلف المؤسسات التعليمية أبوابها في وجه التلاميذ، بعد العطلة الصيفية قضاها البعض في الاستجمام والراحة بين ربوع المرتفعات الجبلية أو في المخيمات أو السفر مع العائلة إلى الشواطئ أو لزيارة الأقارب، حيث عاد لأقسامها دفئها، ولساحاتها صخبها.
وقبل انطلاق هذا الموعد الذي يتكرر كل سنة، تعيش المكتبات اقبالا ملحوظا لزبنائها من الآباء وأولياء أمورهم من أجل التحضير للموسم الدراسي الحالي 2022/2023، حيث يشكل تسويق الكتب والمستلزمات المدرسية الخاصة بمختلف المستويات محطة سنوية وحلقة أساسية لانجاح موسم دراسي من التعلم والتحصيل العلمي والاختبار.
وتحولت المكتبات مع أول أسبوع للدخول المدرسي إلى قبلة لجميع الأسر الراغبة في توفير المقررات واللوازم المدرسية لأبنائها ما ساهم في خلق انتعاش اقتصادي حقيقي ورواج تجاري كبير.
ولم تمنع الحركة الدؤوبة التي تعرفها المكتبات لتوفير مستلزمات المحفظة الدراسية، معظم الأسر المراكشية من عدم رضاها عن عدم توفر بعض الكتب أو غلاء تمنها.
وفي هدا الاطار، أوضح عبد الصمد أب لثلاثة أبناء في تصريح ل”الصحراء المغربية”، أن اغلب الأسر يبقون مستعدين لهذا الموعد السنوي المهم، بالرغم من الثقل المادي الذي يحس به أرباب الأسر بسبب تزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى المبارك والعطلة السنوية الصيفية.
وأضاف عبد الصمد، أن هناك خصاص في المقررات الدراسية خصوصا في بعض المكتبات، مما اضطره إلى الذهاب لخمس مكتبات من أجل توفير مقرر دراسي واحد، مبرزا أن الكتب والمقررات الدراسية المستوردة من الخارج الخاصة بالتعليم الخصوصي تعرف ارتفاعا في الأسعار بالمقارنة مع المقررات الدراسية الوطنية.
من جانبه، أوضح عبدالله وهو كتبي أن هناك بعض الأباء يحاولون اقتناء اللوازم الدراسية مبكرا تفاديا للازدحام خلال فترة بداية شهر شتنبر لكنهم هذه السنة هم مضطرون للانتظار من أجل الحصول على بعض المقررات.
من جهة أخرى، تلجأ بعض الأسر المراكشية ذات الدخل المحدود إلى اقتناء الكتب المستعملة لأبنائها، لمواجهة تكاليف الدراسة، وتتحول أكشاك الكتاب المستعمل بباب دكالة إلى رقم أساسي في معادلة الدخول المدرسي.
ويشكل بيع الكتب المستعملة بالنسبة للعشرات من الباعة في مدينة مراكش، نشاط موسمي ينطلق قبل انطلاق الموسم الدراسي وينتهي بعد شهر على انطلاقه، وهي مدة كافية لأصحاب المكتبات المختصة في بيع الكتب المستعملة لضمان دخل إضافي لتغطية مصاريف المحل.
ويربط عبد العزيز بلقاضي الباحث في قضايا التربية والتعليم، بين لجوء الأسر إلى اقتناء الكتب المستعملة وبين قدرتها الشرائية التي لا تسمح لها باقتناء كتب جديدة، خاصة عندما يكون رب الأسرة مضطرا لتوفير الكتب لثلاثة أو أربعة أبناء، علما بأن هناك كتبا تخص التعليم الخصوصي تصل أسعارها إلى 140 درهما للكتاب الواحد.
ويتسم الدخول المدرسي الحالي، بنكهة خاصة، حيث يلتقي التلميذ مع الأصدقاء القدامى، ويتعرف على أصدقاء جدد، من أجل بداية مشوار جديد للتعلم والتحصيل واكتساب خبرات جديدة، والتحلي بالأخلاق الفاضلة.
وحسب أحمد لكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، فإن المدرس هو أساس إنجاح الموسم الدراسي، ونساء ورجال التربية واعون كل الوعي برسالتهم النبيلة ودورهم الفعال والهام في العملية التعليمية برمتها.
وأوضح أن هذا الموسم الدراسي يحمل في طياته مميزات وجوانب من شأنها ضخ زخم إيجابي في العمل التربوي، لافتا على مستوى الفصول والممارسة البيداغوجية، إلى تنزيل مجموعة من الآليات التي ستساهم في تجويد عمل المؤسسة التعليمية والارتقاء بتدخلاتها.
