مراكش : خبراء دوليون يناقشون دور الشبابيك الوحيدة في تعزيز تجارة دولية فعالة ومستدامة في ظل التحول الرقمي

حسن السرادني
حجم الخط:

انطلقت، اليوم الاثنين بمدينة مراكش، أشغال المؤتمر الدولي الثامن للشبابيك الوحيدة، المنظم بمبادرة من الوكالة الوطنية للموانئ والشباك الوطني الوحيد لتبسيط مساطر التجارة الخارجية (بورتنيت)، بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين يمثلون مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب صناع القرار ورؤساء الشركات وممثلي منظومة التجارة الدولية، لمناقشة مجموعة من المواضيع تتناول على وجه الخصوص التحول الرقمي واستخدام التقنيات من أجل تجارة دولية فعالة وشاملة ومستدامة، والتعاون الإقليمي والدولي بين الشبابيك الوحيدة.

وسيتطرق المشاركون، في هذا المؤتمر المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع ” الشبابيك الوحيدة المستقبلية في قلب التحول الرقمي وتيسير تدفقات التجارة عبر الحدود”، لدور منظومة الشبابيك الوحيدة في تعزيز وتنمية التجارة بين البلدان الإفريقية، والابتكار والتقنيات المتطورة في قلب الشبابيك الوحيدة للمستقبل.

وتشكل هذه الدورة، المنظمة بشراكة مع التحالف الإفريقي للتجارة الإلكترونية، فرصة مميزة لتطوير الوسائل المعتمدة في ميدان التجارة الخارجية عبر عرض أحدث الحلول المبتكرة وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود وتقريب وجهات النظر بين جميع الدول المشاركة.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، دعا رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، إلى ضرورة الانخراط في أنشطة مهيكلة لشبابيك وحيدة حقيقية للتجارة الخارجية، للاستفادة من الإقلاع الذي يعرفه قطاع تكنولوجيا الاتصال وتطبيقاتها في مجال التجارة الدولية.

وأكد وزير الصناعة والتجارة، أن انفتاح الاقتصاد المغربي على العالم مكنه من التموقع كمنصة تجارية وصناعية عالمية، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على تقنيات وتكنولوجية عالية بالنسبة للشباك الوحيد.

وأشار إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للمشاركين ضمنهم خبراء دوليون لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال وكذا لعرض أحدث الابتكارات المتعلقة بالشبابيك الوحيدة والتجارة عبر الحدود.

من جانبها، أوضحت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن هذا المؤتمر يؤَكدُ مرةً أخرى التزامَ المملكة المغربية تجاه القارة الإفريقية في كلِّ ما مِن شأنه تحقيق تقدمها، مِثلما يُؤكد انخراط المملكة في تعزيز الممارسات الفضلى في مجال الخدمات الرقمية بهدف تحسين مناخ الأعمال والتنافسية بين الفاعلين الاقتصاديين في التجارة الدولية بما يحقق للقارة ريادتها المأمولة.

وأشادت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بمنصة الشباك الوطني الوحيد لتبسيط مساطر التجارة الخارجية “برتنيت”، وهو المشروع الذي كان سباقاً لرقمنة العمليات المتعلقة بمساطر التجارة الخارجية للمملكة بما يضمن مرونة أكبر للعبور المينائي، ويعزِزبالتالي تنافسية اقتصادنا دوليا.

بدورها، أشارت نادية العراقي، المديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ،  إلى أن هذه الأخيرة تسعى إلى تعزيز الابتكار في قطاع الموانئ من خلال تشجيع تنفيذ أفكار جديدة تسمح باضطلاع الموانئ بدورها بشكل كامل كمنصات في خدمة الاقتصاد الوطني.

وأوضحت، أن هدف الوكالة من خلال نهج الابتكار الذي  تنادي به هو تسريع رقمنة العمليات ونزع الطابع المادي عليها من أجل مرونة أكبر للعبور المينائي.

وأجمعت باقي المداخلات، أن الارتباط بالنظام العالمي للتجارة، من خلال تحسين شروط الوصول إلى الأسواق العالمية، يعد قضية استراتيجية ومحركا أساسيا للنمو الاقتصادي.

وتأتي هذه الدورة في إطار المجهودات المبذولة من طرف جميع الأطراف في القطاعين الخاص و العام لتحسين جودة مناخ عمل المتدخلين في قطاع التجارة الخارجية لتوفير وإدخال أحدث الخدمات الإلكترونية الهادفة إلى تسهيل المساطر والرفع من تنافسية المقاولات، وإشراك جميع مكونات القطاع من إدارات وشركات وفاعلين اقتصاديين عبر إرساء مقاربة تشاركية وشاملة والتي من شأنها التحسيس بالأهمية الإستراتيجية التي يجب أن يوليها كل الفاعلين وخصوصا المقاولات للدمج الكامل لسلاسل الاستيراد و التصدير باعتباره ميزة تنافسية لا يمكن إنكارها.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء عقد العديد من الندوات وورشات العمل وحلقات النقاش، التي ستكون فرصة مميزة لتطوير الوسائل المعتمدة في ميدان التجارة الخارجية عبر عرض أحدث الحلول المبتكرة وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود وتقريب وجهات النظر بين جميع الدول المشاركة.