دعا المشاركون في المنتدى الدولي حول تغير المناخ والهجرة والصحة، الذي اختتمت أشغاله، أمس الخميس بمراكش، إلى تعزيز آليات البحث والروابط بين تغير المناخ والهجرة والصحة بدول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من أجل توجيه السياسات ذات الصلة من خلال تعزيز الممارسات الجيدة والأدلة الجديدة.
وأكد المشاركون في هذا المنتدى، الذي نظم بمبادرة من المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب بتنسيق مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية وكذا إدارة المغاربة المقيمين في الخارج، على ضرورة دعم سجل السياسات الصحية الوطنية والإقليمية والدولية التي تعزز استخدام الخدمات الصحية من قبل المهاجرين وتحسين الشراكات الدولية والإقليمية والوطنية القائمة.
وشددوا على ضرورة تعزيز التنمية والمرونة البيئية من أجل تحسين الصحة والسلامة لمواجهة التغيرات المناخية، وإدارة مخاطر الكوارث من أجل تنمية تتسم بالمرونة، من خلال تعزيز مرونة التأقلم للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية خلال الفترة 2015-2030 لدى المجتمعات الهشة والمعرضة للخطر.
وأوصى المشاركون بوضع إستراتيجية تأقلم ملائمة عندما تكون الهجرة تسير بطريقة منتظمة وإرادية من أجل تحسين الخدمات الصحية، وضع سياسات واستراتيجيات لمقاومة التغيرات المناخية وآثارها على الصحة والهجرة.
وأوضح المشاركون أن الآثار التي تخلفها التغيرات المناخية على الصحة البشرية يمكن تحسينها بشكل غير متساوي حسب قدرة البلدان على التأقلم وقدرة الأفراد والجماعات البشرية في انجاز تغطية صحية شاملة تستهدف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتضمنت التوصيات التي خلص إليها المشاركون، تعزيز المساواة بين الجنسين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، مع الأخد بعين الاعتبار صحة النساء المتخلى عنهم والمهملات من طرف أزواجهم، وتعزيز الفهم والنظر في الأدوار والاحتياجات والقدرات المختلفة للرجال والنساء في تخطيط حفظ التنوع البيولوجي والتكامل الشامل في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.
وستدعم التوصيات الصادرة عن هذا الملتقى، الذي يندرج في إطار المشروع الإقليمي “تعزيز صحة وحماية المهاجرين في أوضاع هشة في المغرب وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن” بتمويل من وزارة الخارجية الفنلندية، مساهمات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP 27) الذي سيعقد في مصر في نونبر 2022 وكذلك المبادرة الرئاسية المصرية حول المرأة والصحة، التي تم إطلاقها في يوليوز 2020.
ويندرج هذا الملتقى في إطار العمل الإقليمي لمشروع “تعزيز صحة وحماية المهاجرين في حالات الضعف في المغرب وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن” الممول من وزارة الخارجية الفنلندية.
واستعرض الملتقى، الذي يتماشى مع الهدف 13 من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والهدف 2 من الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الروابط بين تغير المناخ والهجرة والصحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز بشكل خاص على صحة المرأة.
وتمحورت أشغال هذه التظاهرة، حول مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية، همت على الخصوص “فهم الروابط بين تغير المناخ والهجرة والصحة مع التركيز بشكل خاص على صحة المرأة”، ” تقديم دراسات حول استراتيجيات التكيف والتأقلم مع ربطها بتغير المناخ والهجرة والصحة”، “رفع مستوى الوصول الى تمويل التكيف مع المناخ لمعالجة الرابط بينه وبين الهجرة والصحة”.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة في المغرب، أطلقت مشروعًا تجريبيًا، بتمويل من صندوق تنمية المنظمة الدولية للهجرة ، لدعم شركائها الرئيسيين لدمج الهجرة في السياسات البيئية وتلك المتعلقة بتغير المناخ، لتواصل انخراطها في أسباب وآثار تغير المناخ على تنقل السكان وبشكل خاص الذين يوجدون في وضعية هشاشة.
يشار الى إن اختيار مدينة مراكش لعقد الندوة له دلالة رمزية، باعتبارها المدينة ذاتها التي احتضنت الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الرئيسيون في عام 2018 لاعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.
