أعطيت، أمس الأربعاء، بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، انطلاق الدورة الأولى لـ “هاكاثون الماء”، المفتوحة أمام المقاولين، والشركات الناشئة والطلبة والجامعيين، بهدف تقديم حلول للإشكاليات المرتبطة بتدبير الماء من خلال مشاريع مبتكرة.
ويدخل 20 مشاركا غمار المنافسة، للظفر بالمقاعد العشرة الأولى من هذه الجائزة، المنظمة بمبادرة من المركز الجهوي للاستثمار لمراكش- آسفي، وحاضنة المقاولات الناشئة الذكية، ومؤسسة الشرق الأدنى، والاستفادة من برنامج احتضان لمدة 3 أشهر تؤمنه حاضنة المقاولات الناشئة الذكية.
وسيجري خلال هذه الأشهر الثلاثة، تخصيص فضاءات لجميع الشركات الناشئة المحتضنة، مع وضع رهن إشارتها مجموعة كاملة من خدمات الاحتضان، مثل وسائل الإعلام والموجهين، ومواعيد مع المستثمرين، حيث سيكون بإمكان الفائزين الولوج خلال هذه المدة إلى تدريب، من أجل تطوير وتسيير المقاولة، والاستفادة من وسائل تطوير خطط أعمالهم، بالإضافة إلى شرائح العرض.
وستتناول هذه التظاهرة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، مواضيع تتعلق، على الخصوص، بالتدبير المستدام للماء، وتصفية المياه ومعالجة الملوثات الدقيقة، ومعالجة الشوائب، والعجز أو غزارة التساقطات (جفاف، عواصف ..).
ومن ضمن المواضيع الاخرى التي سيجرى التطرق اليها خلال هذه الدورة، مرونة وتكييف أنظمة تدبير المياه، وأدوات الرصد والإنذار، وأنظمة الري الناجعة، والحلول المتعلقة بالتسرب للتربة، وإعادة استعمال المياه الرمادية، وتثمين الماء للاستعمال المنزلي والصناعي.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل انطلاق هذه المسابقة، أكد توفيق أبو الضياء، المدير المسؤول عن حاضنة المقاولات الناشئة الذكية، أن الهدف من هذه المسابقة تنمية روح الابتكار لدى الشباب ومكافأة المشاريع المبتكرة للتدبير المندمج للماء.
وأشار أبو الضياء نائب رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش -آسفي إلى أن المشاريع العشرة الفائزة ستستفيد من تمويل مالي للمساعدة على الانطلاق، والمقدرة بـ 500 ألف درهم، في إطار برنامج تسريع التمويل، فضلا عن تمويل إضافي من شركاء الهاكاثون، من أجل لإنشاء مشاريعهم وإعداد نماذجهم الأولية لمدة 3 أشهر.
من جانبه، أوضح ياسين المسفر المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، أن المغرب ومدينة مراكش على وجه الخصوص، تأثرت بالتغيرات المناخية، بحيث انتقل معها الوضع من حالة إجهاد مائي إلى حالة ندرة المياه، وبالتالي فهذه الوضعية تستدعي تعبئة وطنية، لتقوية البرامج التوعوية والمشاريع المبتكرة لتحويل تحدي الإجهاد المائي إلى فرص استثمارية.
وتميز حفل إطلاق هذا الهاكاثون بتنظيم جلستين حول موضوعي “الإجهاد المائي: ما وراء التحدي” و “ذكاء المياه” بمشاركة خبراء وأكاديميين ومنظمات معنية بقضية الإجهاد المائي.
وسلط المشاركون الضوء على التراث المغربي الغني لإدارة ندرة المياه ، داعين الى تعزيز الأمن المائي من خلال دمج القطاع الخاص من البداية في تطوير الاستراتيجيات، والبحث عن حلول متنوعة، بما في ذلك استخدام موارد المياه غير التقليدية.
وتوقف المشاركون عند دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الاستخدامات المنطقية والمعقولة لهذا المورد الحيوي والحفاظ عليه وتعزيزه من خلال البحث والابتكار والاستثمار والحد من الانعكاسات السلبية للإجهاد المائي.
يشار الى أن العجز المائي بجهة مراكش – آسفي يقدر حاليا ب564 مليون متر مكعب في السنة، وبأن الموارد المائية غير كافية لتلبية احتياجات الجهة، وتهدد مؤهلاتها الطبيعية، والاجتماعية والاقتصادية.
