أكد المشاركون، اليوم الأربعاء، على ضرورة الحفاظ على المواقع الجيولوجية والأركيولوجية التي تزخر بها المملكة، والعمل على تأهيلها للسياحة البيئية والثقافية بالنظر لفرادتها وغناها بالمعطيات العلمية والتاريخية واعتبارها مصدرا للتنمية المستدامة، مبرزين أن التراث الطبيعي موروث مشترك ثمين يتعين جرده والحفاظ عليه وتثمينه.
وشدد المشاركون في هذا اللقاء العالمي حول البرنامج الدولي لعلوم الأرض، الذي تنظمه جامعة القاضي عياض بتعاون مع شركاء آخرين، خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 24 أكتوبر الجاري في مراكش وزاكورة، بمركز الابتكار التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، على أن أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بمكافحة الفقر والأمن الغذائي ترتبط ارتباطا جوهريا بأهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية.
وأشاروا الى أن التحديات البيئية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه اليوم المجتمع الدولي يمكن رفعها من خلال تنسيق وتعاون متعدد الجنسيات ومتعدد الأطراف.
واعتبروا أن وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة تلعبان دورا أساسيا في تعميق الوعي بالحاجة إلى الحفاظ على التراث الطبيعي، من خلال تعزيز جهود كل الأطراف المتدخلة في هذا الاتجاه (تثمين التراث).
وركزت مختلف المداخلات في هذه التظاهرة العلمية، على التطور الجغرافي لتوزيع المنتزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو، والفرص والمبادرات الناشئة على مستوى الدول الإفريقية والعربية، بالإضافة إلى أوراش التعاون لدعم المبادرات لإنشاء المنتزهات الجيولوجية وتفعيل دورها تجاه مختلف الفاعلين المحليين، بما في ذلك السكان والجماعات المحلية والجمعيات ومهنيو السياحة الجيولوجية.
وتسلط هذه التظاهرة العلمية الضوء على الحلول الرئيسية المستخدمة حاليا في مجال الحفاظ على التراث الطبيعي وتثمينه وإسهامه في التنمية المستدامة ، وتدارس آفاق المعارف الجديدة واستعراض بعض التقدم الذي أحرزه المغرب في هذا المجال.
وتشكل هذه التظاهرة العلمية، التي عرفت مشاركة أكاديميين وخبراء وباحثين ومسؤولين بقطاعات المعادن والثقافة والسياحة، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالتراث الجيولوجي والطبيعي والأركيولوجي، من دول أجنبية، فرصة للباحثين من أجل إغناء النقاش والحديث عن مستجدات أبحاثهم ودراساتهم في هذا الجانب، كما سيشكل أيضا فرصة للباحثين الشباب للانفتاح أكثر على هذا الميدان والاحتكاك بخبرائه.
وتروم هذه التظاهرة، فتح نقاش علمي بناء بين مختلف المهتمين والمتخصصين حول أهمية التراث الطبيعي بوجه عام والتراث الجيولوجي والايكولوجي بشكل خاص، بالإضافة إلى جعل هذا التراث رافعة أساسية للتنمية الترابية المندمجة والمستدامة.
كما تتوخى الجهة المنظمة، جعل هذا اللقاء محطة علمية لتبادل الخبرات والتجارب والاكتشافات والدراسات العلمية وتنمية المهارات وتبادل المعلومات بين مختلف المشاركين، وتثقيف وتعليم الجمهور العريض وتعريفهم بقضايا العلوم الجيولوجية وعلاقتها بالقضايا البيئية وضمان التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية المستدامة وكذلك رعاية الجسور الثقافية المتعددة للتراث والحوار وصون التنوع الثقافي والجيولوجي وجعله في خدمة التنمية المستدامة.
يشار الى أنه سيجري تنظيم رحلات ميدانية إلى زاكورة، والتي ستشهد فعاليات النسخة الثالثة لليوم الوطني للتراث الجيولوجي بالمغرب تحث عنوان “المنتزهات الأفريقية”، وذلك يوم السبت 22 أكتوبر الجاري بمقر عمالة زاكورة، لاتاحة الفرصة للتبادل بين الخبراء والأكاديميين و الجمعويين حول طرق التوصل إلى منظومة شاملة من شأنها وضع أسس مشروع قانون إطار لحماية التراث الجيولوجي المغربي (PGM) ، وتحديد الأساليب والحلول الملموسة لجعله وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة للجهات.
