اختتمت، نهاية الأسبوع بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الحصاد، الذي نظمته الجمعية المغربية للتنوع البيولوجي والتنمية البشرية، بشراكة مع منظمة التنوع الشامل سوق منتجات جبال الأطلس الكبير.
وعرف المعرض الذي نظم بالمناسبة بالمركز الثقافي نجوم جامع الفنا، مشاركة أزيد من 12 تعاونية قروية من جميع مناطق الأطلس الكبير، تستجيب منتجاتها لمعايير السلامة الصحية والمتوفرة على ترخيص من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية (أونسا).
وشكل المعرض منصة لترويج منتجات محلية شاركت النساء القرويات، بشكل وافر، في صنعها، وفرصة لعرض وترويج منتوجات التعاونيات وابتكاراتهم في مجال المصنوعات النباتية وتسويقها ومناسبة للتنشيط الاقتصادي وفضاء للتعارف وتوطيد التعاون والشراكة بين مختلف الفاعلين والتنظيمات المهتمة بتطوير المنتوجات الفلاحية والغذائية المحلية، مع تشجيع روح المقاولة والأعمال عند الشباب والنساء ودعم الحماية الاجتماعية للفلاحين.
وكشف المنظمون عن الأهمية التي يكتسيها المعرض في الترويج للمنتوجات الغذائية والفلاحية والطبية، مشيرين الى أن هذه التظاهرة شكلت محطة جديدة من أجل خلق دينامية اقتصادية في الجهة مع الأخذ بعين الاعتبار الطلب المتزايد على قنوات التسويق المتنوعة بعد جائحة كورونا وبعد نجاح النسختين السابقتين.
وحسب المنظمين، فإن هذا المعرض يعتبر متنفسا يخرج التعاونيات من فضائها الروتيني إلى فضاء أوسع وأرحب ،حيث يقترب مسؤولي التعاونية من الزبون عوض بدل الجهد في البحث عنه، لان المعرض يلعب دورا في التواصل المباشر بينهما دون الحاجة إلى وسائط وبالتالي فالمعرض يعتبر بالنسبة للعارض دورة اقتصادية أخرى، ومناسبة لتسويق المنتوجات والتعريف بها أكثر.
من جانبهم، أكد ت عدد من العارضات، أن مثل هذه المعارض تشكل مناسبة للزوار مغاربة وأجانب للتعرف عن قرب على مجموعة متنوعة من المنتوجات الغذائية والفلاحية، ورافعة لترويج وتسويق المنتجات المجالية للتعاونيات المشاركة في هذه التظاهرة.
وأوضح الدكتور عبد الله أغراز، عضو مؤسس للجمعية المغربية للمحافظة على التنوع البيولوجي والتنمية البشرية، ومدير المشاريع بجهة مراكش آسفي، في تصريح ل”الصحراء المغربية” أن منتجات تعاونيات الأطلس الكبير تتميز بجودتها وأثمنتها المناسبة، ويعتبر هذا النشاط من بين المحاور المهمة والأهداف التي تشتغل عليها الجمعية والمتمتل أساسا في تطوير وتنمية سبل العيش لسكان جبال الأطلس الكبير.
وأضاف الأكاديمي أغراز أن الجمعية المنظمة للمهرجان تأسست سنة 2014 من طرف طلبة باحثيين بمراكش، بهدف المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي بالأطلس الكبير وكذا تحقيق التنمية البشرية، موضحا أن الجمعية قامت في اطار المشاريع التنموية والمساعدات الاجتماعية، بإحداث أربع مشاتل نباتية موزعة على أربع جماعات ترابية بالاطلس الكبير، بشراكة مع الساكنة المحلية، مشيرا إلى أن كل مشتل نباتي ينتج مابين 40 و60 شتلة.
وبعد أن أثنى على مساهمة هذه المشاريع في تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء القرويات، أشاد أغراز بالدعم المقدم في إطار الجمعية لعدد من الجمعيات والتعاونيات النشيطة، خصوصا على مستوى التأطير أو التسويق، مبرزا أن المبادرة شكلت رافعة لإطلاق سلسلة من الأنشطة المدرة للدخل لفائدة النساء.
وكانت الجمعية المغربية للمحافظة على التنوع البيولوجي والتنمية البشرية، أطلقت خلال الفترة الممتدة ما بين شهري أبريل وأكتوبر المنصرم، برنامج المقاولة القروية لدعم رواد الأعمال القرويين في المغرب من أجل تشجيع الممارسات المستدامة لاستخدام الأراضي، ومساندة رواد الأعمال القرويين الذين يركزون على الموارد الطبيعية والحفاظ على الأطلس الكبير، ومساعدة التعاونيات القروية على قيادة التنمية المستدامة للزراعة، وانتاج المواد الغذائية، والسياحة الايكولوجية المستدامة في منطقة الاطلس الكبير.
