أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أمس الأربعاء بتحناوت بإقليم الحوز، أن تدبير الموارد المائية بجهة مراكش آسفي يواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالأساس بالتأقلم مع الأخطار المتعلقة بالماء، الأمر الذي يستلزم التدبير الأمثل لهذه المادة الحيوية وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية المتبصرة الداعية إلى ضرورة المحافظة على الموارد المائية وترشيد استعمالها.
وسلط بركة خلال افتتاح المعرض الجهوي للماء بجهة مراكش – آسفي، الذي تنظمه وكالة الحوض المائي لتانسيفت تحت شعار” نحافظو على الماء لينا ولوليدتنا”، الضوء على الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرة الجهوية الرامية إلى توعية وتحسيس المواطنين ومختلف مستعملي الماء بأهمية المحافظة على الموارد المائية وحمايتها من التلوث مع الحرص على ترشيد استعمالها.
وأوضح الوزير أن هذا المعرض يعتبر منصة للحوار وتبادل الآراء بين المختصين والمجتمع المدني والمنتخبين والفاعلين بقطاع الماء، لتقاسم التجارب والخبرات والتقنيات الحديثة في هذا المجال، مبرزا أهمية الماء باعتباره من الركائز الأساسية التي تنبني عليه كل القطاعات الحيوية، وقاطرة المسار التنموي للمغرب.
وأكد بركة أن الموارد المائية بحوض تانسيفت عامة، وبجهة مراكش آسفي خاصة، يستلزم تدبيرها بشكل أمثل من خلال بلورة تصور تشاركي، يمكن من تعامل مسؤول مع الماء، في ظل مناخ متغير، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المضمنة في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى، من السنة التشريعية الثانية، من الولاية التشريعية الحادية عشر، التي دعا فيها جلالته إلى ضرورة المحافظة على الموارد المائية ومضاعفة الجهود من أجل استخدامها المسؤول والعقلاني.
وأوضح الوزير أن الحكومة وضعت استراتيجية تشاركية متجددة ومندمجة لقطاع الماء ترتكز على عدة محاور تهم تعبئة الموارد المائية الاعتيادية وغير الاعتيادية بتسريع وتيرة البنية التحتية المتضمنة للسدود الكبرى والمتوسطة والصغرى، وتعبئة الموارد الجوفية بطريقة عقلانية من أجل الحفاض عليها للأجيال المقبلة، وتنزيل برنامج طموح لإنجاز محطات تحلية مياه البحر، وتحويل المياه بين الأحواض المائية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة.
وأشار إلى أن هذه المنجزات ستمكن من ضمان التزويد بالماء الصالح للشرب وسقي المساحات الفلاحية والخضراء، مضيفا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إعطاء قطاع الماء مزيدا من المرونة في مواجهة تحديات المستقبل، والمساهمة في تغيير سلوك مستعملي الموارد المائية.
وفي هذا الصدد، دعا المسؤول الحكومي إلى ابتكار واستعمال أدوات حديثة وعصرية للتدبير الرشيد والمعقلن للموارد المائية دون إغفال الموروث اللامادي الذي راكمه المغرب في هذا المجال، مؤكدا على ضرورة حمايتها وضمان استدامتها.
وتميز حفل افتتاح المعرض، الذي يضم عارضين يمثلون مختلف المؤسسات المعنية بقطاع الماء وشركات متخصصة في تقنيات تدبير الماء، بتوقيع مذكرة تفاهم من أجل إحداث مرصد الاستهلاك المسؤول بمختبر الحث “الجودة والتسويق والتدبير المجالي”بجامعة القاضي عياض، ومذكرة تفاهم من أجل بلورة عقد واد أوريكة، ومذكرة تفاهم من أجل إنجاز مشاريع للاقتصاد في الماء بـ 10 مؤسسات تعليمية بمراكش، فضلا عن خلق شبكة نسائية من أجل الماء والبيئة وتقديم كتاب “معجزة الماء” بالمناسبة لوزير التجهيز والماء من طرف سعاد بلقزيز، الى جانب توقيع مذكرة تفاهم من أجل دعم التشغيل وخلق المقاولة في مجال النجاعة المائية، وتسليم الجوائز على التلاميذ الفائزين بمسابقات أقيمت في إطار المدارس الإيكولوجية بالجهة، والتوقيع على اتفاقيات شراكة وتقديم مذكرات تفاهم من أجل التدبير المندمج للموارد المائية ، واتفاقية شراكة تتعلق باستخدام الاستشعار عن بعد لتقييم تطور مخزون المياه الجوفية.
ويندرج تنظيم هذا المعرض ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة التجهيز والماء ومختلف الفاعلين لترسيخ مفاهيم الاقتصاد في الماء والتحسيس بضرورة عقلنة وترشيد استخدامه والحفاظ عليه للأجيال القادمة. وبالموازاة مع هذه التظاهرة، سيتم تنظيم ندوات وورشات علمية تناقش مواضيع متعلقة بالتدبير التشاركي والمندمج للموارد المائية بإقليم الحوز، بمشاركة باحثين ومختصين في مجال الماء، بالإضافة إلى التدخلات الإستراتيجية للقطاعات المعنية بهذه المادة الحيوية.
