يخلد المجتمع الصحي الدولي، وضمنه الجمعيات العلمية وجمعيات المرضى في المغرب، اليوم العالمي للكلى، الذي يصادف 9 مارس من كل سنة، والرامي إلى تذكير الجهات المسؤولة والمجتمع المدني بالتدابير الواجب اتخاذها والسبل الكفيلة بالوقاية من الإصابة بالداء، بهدف حصر الأعداد المتزايدة من المصابين والوفيات جراءه.
في المغرب، تصيب أمراض الكلى أكثر من 3 ملايين مغربي، بينما يتوقع الأطباء المتخصصون تسجيل مزيد من الحالات الجديدة خلال السنوات المقبلة.
وفي هذا الصدد، تحيي جمعية “كلي” المناسبة العالمية بتوجيه نداء إلى القطاعات الحكومية المعنية بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على مكتسبات إطلاق مشروع الحماية الاجتماعية وتعميم التغطية الصحية، التي من المنتظر أن يصاحبها ارتفاع في الطلب على العلاجات المكلفة، وضمنها غسيل الكلي وزرع الأعضاء، وفقا لما وافت به البروفيسور أمال بورقية، رئيسة جمعية “كلي” في تصريح لـ”الصحراء المغربية”.
وشددت بورقية على ضرورة نشر الوعي بطرق الوقاية لحماية صحة الكلى لدى المغاربة، بالنظر إلى علاج 34 ألف مغربي بغسيل الكلى، مقابل محدودية عدد المرضى المستفيدين من زراعة الكلى، بـ 700 زراعة، موازاة مع ضعف عدد المسجلين في سجلات التبرع بالكلى، سواء الأحياء، أو المعبرين عن الموافقة بالتبرع بعد وفاة دماغية، والذين لا يتجاوز عددهم 1200 متبرع على الصعيد الوطني، تبرز رئيسة جمعية كلي.
وترى بورقية أن من شأن التحسيس بطرق الوقاية، التخفيف من العبء المالي والاجتماعي والاقتصادي المرتفع لأمراض الكلى، سواء بالنسبة إلى المرضى أو مؤسسات الرعاية الصحية أو مؤسسات التأمين الصحي، ناهيك عن تسبب المرض في حصد العديد من الوفيات سنويا، يتوقع معها أن تصبح أمراض الفشل الكلوي، السبب الرئيسي الخامس للوفاة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2040.
وتبعا لذلك، شددت بورقية على ضرورة تحسيس عموم المواطنين بالتشخيص المبكر وتقوية البرامج الموجهة لمرض الكلى المزمن لخفض كلفة العلاجات وخفض نسب المراضة والوفيات السنوية، مع التحسيس بمخاطر العوامل التي تمهد للإصابة بأمراض الكلى، منها السمنة التي تساهم في تقليص مساحة عمل الكلية، ما يؤثر على وظيفتها، فتصاب بالعياء، مع مرور الوقت، لتنتهي بقصور كلوي بعد أن تتراجع مردوديتها.
وتتوقع جمعية “كلي” أن يرتفع عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، موازاة مع ارتفاع عدد المصابين بالسمنة والمسنين وانتشار مرض السكري وأمراض الكلى والشرايين، بسبب تغير النمط الغذائي للمغاربة، وإفراطهم في استهلاك الملح والسكريات، مع تخليهم عن ممارسة الرياضة والتراخي في مراقبة مستوى تغير الضغط الدموي.
ويندرج ضمن عوامل الإصابة بالفشل الكلوي في المغرب، ضعف الكشف المبكر عن داء السكري، الذي يعد السبب الأول للقصور الكلوي ولغسيل الكلى، إلى جانب أمراض الضغط الدموي والاستعمال الخاطئ للأدوية والإفراط في استهلاك الأعشاب والملح والتدخين، في مقابل التخلي عن الحركة وممارسة الرياضة، تضيف اختصاصية أمراض الكلى.
