شارك أزيد من 100 تلميذ وتلميذة يدرسون بثانوية المسيرة الخضراء بالقنيطرة ، الثلاثاء، في الورشة التحسيسية حول موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي، واستفادوا من تمارين لفهم وتفكيك أبعاد الممارسات التمييزية القائمة على حساب الجنس أو النوع، وأساليب تمكنهم من نقد السلوكات المطبعة مع العنف ضد النساء والفتيات خاصة في الوسط المدرسي.
وتندرج هذه الورشة، التي شهدت إقبالا مكثفا من لدن المتعلمين والمتعلمات والأطر التربوية بالمؤسسة التعليمية السالفة الذكر، في إطار مشروع “جميعا من أجل مجتمع متحرر من العنف” الذي تنفذه جمعية رواد الغرب للتنمية والتضامن بشراكة مع اتحاد العمل النسائي ضمن برنامج “متحدون من أجل المساواة” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي ومنظمة إغاثة تعاون وتنمية AIDA، الرامي إلى نشر ثقافة المساواة بين الجنسين ومكافحة كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وأشرف على تأطير النشاط، الفاعل الحقوقي والمسؤول الجمعوي، محمد الرتني، الذي قدم للمستفيدين مجموعة من التعريفات الأممية والوطنية للعنف من أجل تقريبهم من المفاهيم الخاصة بالعنف وأبعاده ودلالته، بهدف خلخلة الأفكار وإعادة بناء التمثلات والتصورات المتعلقة بالأدوار التي حددها المجتمع لكلا الجنسين، كما حفز المشاركين في الورشة التحسيسية على التفاعل وطرح أفكارهم المتعلقة بالوظائف المجتمعية للرجال والنساء، عن طريق مجموعة من التمارين التثقيفية والترفيهية مكنتهم من إعادة التفكير في الصور النمطية اللصيقة بالنساء والتي تكرس التمييز ضدهن وتطبع مع مختلف مظاهر الإيذاء الرمزي والمادي الموجه ضد هذه الفئة على أساس الجنس.
وفي هذا الصدد، أشار محمد الرتني في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، إلى أن الهدف من هذه الورشة المندرجة ضمن مشروع “جميعا من أجل مجتمع متحرر من العنف” تحسيس التلاميذ والتلميذات بأهمية التكامل والتعاون بين كلا الجنسين لبناء مجتمع سليم ومتحضر وواعي ينتصر للعدل ويضمن تكافؤ الفرص لكل فئاته وينبني على قيم المساواة والعيش المشترك ونبذ كل أشكال العنف للمبني على النوع الاجتماعي.
وأكد الرتني في حديثه على ضرورة تمكين المتعلمين والمتعلمات من القدرة على انتقاد وتحليل ظاهرة العنف الموجه على أساس الجنس، من أجل عادة إنتاج قيم مجتمعية تحمي النساء والفتيات من الظلم والتمييز وتحارب التمثلات المطبعة مع العنف ضدهن.
كما كانت الورشة مناسبة لاكشاف المواهب بين المشاركين من التلاميذ والتلميذات، لاسيما في ما يتعلق بالغناء والمسرح وفن الكاريكاتير، حيث سيتم اختيار الراغبين في المشاركة الأنشطة المبرمجة ضمن المشروع المذكور، من بينها ورشة المسرح الياباني الكاميشيباي ستعرض فيه قصص مصورة لفائدة أطفال المؤسسات التعليمية في السلك الابتدائي، وورشتين لتوظيف الرسوم الكاريكاتورية في تمرير رسائل مناهضة للعنف والتمييز ضد النساء والفتيات وداعمة لثقافة المساواة بين الجنسين، كما سيتم إنتاج كبسولات رقمية ذات محتوى مناهض للعنف المبني أساس النوع الاجتماعي، والتي سيتم عرضها في الحفل الختامي لهذا المشروع الواعد.
اسماء ازواوان
