تفاعلت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مع مشروع رقمنة شهادة البكالوريا ابتداء من الموسم الدراسي الحالي برسم سنة 2023، من خلال إدخال تكنولوجية رقمية جديدة لإنتاج وتدبير شواهد البكالوريا وبيانات النقط الخاصة بالناجحين في امتحانات البكالوريا، وذلك بالتعاون مع الشركة المغربية SensThings المختصة في الإنتاج والتطوير ورقمنة الشواهد بما فيها مشروع رقمنة شهادة البكالوريا، والتابعة لمنظومة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير.
وتحاول هذه الشركة، التي تتكون من فريق شاب متعدد التخصصات من مهندسين وباحثين مغاربة، في الذكاء الاصطناعي وتأمين الشواهد والأنظمة المدمجة وتقنية سلسلة الكتل “Blockchain”، استخدام نتائج الأبحاث وبراءات اختراع الجامعة في ميدان تأمين ورقمنة الشواهد والوثائق بصفة عامة.
وفي هدا الإطار، أوضح الدكتور رفيق العلمي، رئيس مختبر التعلم الرقمي ومركز التميز في الابتكار الرقمي بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، خلال لقاء مع “الصحراء المغربية”، أن رقمنة شهادة الباكالوريا تتضمن مجموعة من المزايا التي من شأنها تسهيل مسار الطالب الأكاديمي والمهني، من خلال تقليص المدة الزمنية التي تستغرقها عملية الإمضاء خصوصا في المدن الكبرى، قبل تسليم شواهد البكالوريا للتلاميذ من أجل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الآجال المطلوبة، وهي عملية ليست سهلة ما كان يتسبب في صعوبات تعيق ولوج التلاميذ إلى المعاهد أو الجامعات التي تناسبهم.
وأضاف العلمي الذي يشغل أيضا، رئيس شركة SensThings التابعة للجامعة ، أن البكالوريا الرقمية، ستمكن بالإضافة إلى شهادة البكالوريا الورقية التي ستكون بدورها متطورة، من التعرف أكثر على مسار الطالب وإدماج كافة الشهادات التي تحصل عليها في مشواره الأكاديمي ومؤهلاته في الصيغة الرقمية، بمعنى ستصبح لديه منصة رقمية خاصة به تشمل جميع المعلومات المتعلقة به والتي يمكنه استعمالها داخل أو خارج أرض الوطن.
وأوضح العلمي أن هذه العملية تهدف إلى الرفع من مستوى تأمين شهادة البكالوريا وبيانات النقط عبر إنتاج شهادات مؤمنة، مع تقليص المدة الزمنية الفاصلة بين الإعلان عن النتائج
الخاصة بامتحانات البكالوريا وتسليم الشواهد للناجحات والناجحين، إضافة إلى توفير مجموعة من الخدمات الرقمية المصاحبة للاستعمال المؤمن للشواهد.
وأشار العلمي، الى أنه سيجري إدماج عناصر تكنولوجية ذات ميزة تفاعلية على الحامل الورقي للشهادة بغرض توفير عدة خدمات رقمية مؤمنة الولوج عبر مختلف الوسائط الإلكترونية كالهاتف النقال والحاسوب واللوحات الإلكترونية، إضافة إلى إمكانية التحقق الآني من صحة الشهادة ومطابقتها لما هو مدون في المحاضر الرسمية لمداولات امتحانات البكالوريا، مؤكدا في السياق نفسه، أنه سيجري اعتماد نفس التقنيات لطبع ورقمنة بيانات النقط وكذا توفير الخدمات الرقمية المرتبطة بها، من قواعد بيانات وأرشيف رقمي.
وخلص إلى القول، إن شهادة الباكالوريا الورقية سيجري الاحتفاظ بها مع إضافة مفهوم تكنولوجي جديد، وهو عبارة عن براءة اختراع وطنية مغربية التي أصبحت ماركة مسجلة مغربية، تسمى “la Phygitalisation des documents”، بمعنى أن الدبلوم المحصل عليه ليس شهادة ورقية فقط أو رقمية فقط بل شهادة تجمع بينهما Physique et digital.
من جانبه، أكد الدكتور حافظ كريكر، نائب مدير مركز الإبداع والابتكار في مجال الرقمنة والمدير العام بشركة SensThings التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، أن رقمنة البكالوريا ستنفع الطالب في مسألة الاعتراف بالدبلوم، لأننا نعلم أن الجامعات الدولية تتطلب وقتا للتيقن من صحة شهادة الطالب قبل قبول التحاقه بمؤسساتها، بحيث تقوم بالاتصال باللجان المختصة داخل المغرب بما فيها الوزارة الوصية من أجل التيقن من صحة الشهادة والوقت الذي تم استلامها فيه والمعلومات الواردة فيها، ما يستغرق وقتا مطولا.
وأضاف كريكر أن الرقمنة تتيح إمكانية إضافة مجموعة من المعلومات إلى شهادة البكالوريا، كما تواكب تطور الطالب في مساره الأكاديمي وهذا من بين إيجابياتها، بحيث لا نحتاج لإضافة المستويات الأكاديمية على ظهر الشهادة، بل يكفي القيام بذلك بشكل رقمي.
ولتحقيق هذه الغاية، أوضح كريكر، سنقوم بتزويد الجامعات بتطبيقات هاتفية وسنتيح لهم إمكانية القيام بمسح على الديبلومات من أجل وضع المعلومات والمستويات التي تحصل عليها الطالب بطريقة رقمية وآمنة.
وأكد أنه بفضل البكالوريا الرقمية، يمكن للجامعات في جميع أنحاء العالم، أن تتيقن من صحة الدبلوم بطريقة آنية عبر المنصات الرقمية التي سنخصصها لذلك، دون الحاجة إلى إجراء أي اتصال أو تقديم طلب رسمي للتأكد من صحة الدبلوم، ما سيسهل على الطلبة الالتحاق بجامعات مرموقة، بطريقة آنية والتقليل من الضغط على خدمات التحقق من الشواهد.
وعبر عن افتخاره بالثقة التي أبدتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في الكفاءات والتكنولوجية المتطورة والمبتكرة بسواعد وأدمغة مغربية مائة بالمائة بجامعة
محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، منوها بالجهود التي قامت بها الوزارة وتعاونها لتكييف التكنولوجية الخاصة بالتأمين المادي الرقمي للشواهد لتكون موازية لمتطلبات وخاصية الباكالوريا الرقمية للسنة الجارية.
وبخصوص شركة SensThings، التي تعد نتاجا خالصا لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أوضح حافظ كريكر المخترع والأستاذ الباحث، أنها باشرت عملها في الرقمنة وتأمين الديبلومات منذ سنتين، حيث قامت بتأمين ورقمنة مجموعة من الشهادات بما فيها ديبلومات جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بجميع فروعها داخل المملكة، فضلا عن تأمين ورقمنة شهادات صادرة عن بعض الجامعات الخاصة المغربية والدولية، من ضمنها الجامعة التقنية الفدرالية لوزان بسويسرا الدولة المعروفة والرائدة في مجال التأمين الورقي، وهي أول جامعة أوروبية تعمل بالتكنولوجية المغربية”فيجيتال” لتأمين شواهدها وهو اعتراف دولي كبير بمدى نجاعة التكنولوجيا المغربية في هذا الميدان.
يشار الى أن حافظ كريكر ورفيق العلمي المخترعان والأستاذان الباحثان بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مثلا المغرب في الدورة الـ48 لملتقى جنيف الدولي للابتكار بمشروعين اثنين صنف البيوتكنولوجيا ، ترعاهما جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وتمكنا من الفوز بميدالتين.
