مراكش تحت أضواء مؤتمرات وتظاهرات عالمية والقطاع السياحي يواصل انتعاشته

مراكش تحت أضواء مؤتمرات وتظاهرات عالمية والقطاع السياحي يواصل انتعاشته
حجم الخط:

تحولت مدينة مراكش بفضل البنية التحتية التي تتوفر عليها والمؤهلات السياحية والتاريخية التي تزخر بها، إلى قبلة لمنظمي المؤتمرات والتظاهرات العالمية، ليواصل القطاع السياحي انتعاشته بالمدينة الحمراء من خلال ارتفاع نسبة الحجوزات وليالي المبيت بعدد من المؤسسات الفندقية، وهو مافسره عدد من المهنيين بتعافي القطاع السياحي، وتجاوز التداعيات والآثار التي تسببت فيها جائحة “كوفيد 19″، ومن نتائج الإستراتيجية الترويجية والتواصلية للمكتب الوطني للسياحة.

ويرى الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي وفاعل مهني في القطاع، في تصريح ل”الصحراء المغربية”، أن كل الظروف أصبحت مواتية لاستقبال المزيد من السياح الأجانب، بالنظر الى ما تتمتع به مدينة مراكش من مقومات مميزة كالفنادق القريبة من أبرز أماكن الجذب السياحي،  بالإضافة إلى الاستقرار والأمن والسمعة الطيبة حول العالم والطقس المعتدل على طول السنة، وهي أدوات هامة لجذب العديد من السياح الأجانب.

واستعادت مدينة مراكش إشعاعها العالمي، من خلال احتضانها على مدى شهر ماي المنصرم وبداية شهر يونيو الجاري، لمجموعة من المؤتمرات والتظاهرات العالمية، من أهمها، المؤتمر السادس عشر للجمعية الدولية للنساء القاضيات، الذي عرف مشاركة أزيد من 1200 قاضية من مختلف دول العالم، ومعرض “جيتكس إفريقيا” أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في إفريقيا، الذي تميز بمشاركة 900 شركة، بالإضافة الى وفود مهمة ممثلة للحكومات والشركات التكنولوجية والشركات الناشئة والمستثمرين والشباب المهتم لتسريع وتحفيز طموح القارة في رحلتها نحو التحول الرقمي،وهي مبادرة رائدة رامت التعريف بالمملكة كوجهة استثمارية في مجال الرقمنة، والمؤتمر البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان، الذي يعرف مشاركة حوالي 800 برلماني من مختلف دول العالم والديانات، ومؤتمر “بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا”،  الذي نظم لأول مرة بإفريقيا، وشارك فيه حوالي 200 من أصحاب القرار الاقتصادي على الصعيد الدولي، وأصحاب القرار السياسي، ومسيري مقاولات كبرى.

وأكدت المدينة الحمراء، ريادتها على المستوى الوطني والقاري في مجال سياحة المؤتمرات والمهرجانات العالمية، ويعود ذلك إلى خبرتها المتميزة في هذا المجال، حيث توجت سنة 2014  كوجهة معروفة في عالم المؤتمرات واللقاءات باحتضانها عدد  كبير من التظاهرات العالمية ذات الطابع الثقافي والرياضي والفني، من قبيل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والجائزة الكبرى لسباق السيارات.

وتبقى مراكش الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة الحمراء ليل نهار، إضافة إلى المناخ المعتدل والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية ، وهي عوامل تشجع السياح الأجانب على اكتشاف المؤهلات السياحية والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء.

وحسب المعطيات التي كشفت عنها المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش، فإن عدد السياح الوافدين على مراكش، سجل خلال شهر ماي المنصرم، ارتفاعا بنسبة 63 بالمائة، ليتجاوز بذلك النشاط السياحي بالمدينة الحمراء أرقام 2019، السنة المرجعية.

ويعزى ذلك، حسب المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش، إلى الأداء الجيد المسجل على مستوى المقيمين (+ 167) وكذا غير المقيمين، ولاسيما من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح، ومنها إيطاليا (+ 23 بالمئة)، والمملكة المتحدة (+ 56 بالمائة)، وفرنسا (+ 39 بالمائة)، وإسبانيا (+41 بالمائة)، وبلجيكا (+ 39 بالمائة).

وأضاف المصدر نفسه، أن مدينة مراكش سجلت منذ مطلع السنة الجارية وعند متم شهر ماي المنصرم، ارتفاعا بنسبة 11 بالمائة في ليالي المبيت المصرح بها، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، مسجلا أن بداية سنة 2023 كانت مبشرة وأن قطاع السياحة بمراكش ينتعش ويجدد الصلة مع النمو.

وبالموازاة مع ذلك، عرف مطار مراكش – المنارة الدولي، خلال شهر ماي، ارتفاعا على مستوى النقل الجوي بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، حيث سجل حجم رواج تجاري ب624 ألفا و29 مسافرا، مقابل 493 ألفا و126 مسافرا، تم استقبالهم خلال شهر ماي من سنة 2019، أي بارتفاع بلغت نسبته 27 بالمائة.

ويواكب هذا الانتعاش القوي في عدد السياح الوافدين على المدينة الحمراء، ارتفاع في حجم الاستثمار السياحي، حيث تم الترخيص ل159 مشروعا للإيواء السياحي، بطاقة 7850 سريرا، وباستثمار بلغ 538 مليون درهم، ينتظر أن يحدث 5028 فرصة عمل مباشرة، وذلك خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية.