بعد تعرضه لحادث وإصابته بشلل رباعي.. شاب يتحدى الظروف وينال شهادة الباكالوريا

بعد تعرضه لحادث وإصابته بشلل رباعي.. شاب يتحدى الظروف وينال شهادة الباكالوريا
حجم الخط:

بالعزيمة والإرادة استطاع حمزة النجاح في الامتحانات ونيل شهادة الباكالوريا، رافضا الاستلام للظروف الصعبة إثر تعرضه لحادث تسبب له في شلل على مستوى اليدين والرجلين، لتتغير حياته كليا.

أصيب حمزة بكسر في الرقبة وتلف في النخاع الشوكي أثناء ممارسته الرياضة، ما تسبب له في شلل رباعي الأطراف، ليخبره الأطباء بعدها أنه في حاجة لعملية جراحية مستعجلة.

بعد إجراءه للعملية، قرر الشاب البالغ من العمر 19 سنة اللجوء إلى مركز نور للترويض والتأهيل الطبي لاستكمال العلاج من خلال خضوعه لحصص الترويض الحركي، ليعرف تحسنا بعد مكوثه بالمركز لمدة تزيد عن سنة، ليصبح اليوم قادرا على تحريك يديه.

وفي ظل هذه الظروف، كان من الصعب على حمزة متابعة دراسته، إلى أنه لم يفقد الأمل في نيل شهادة الباكالوريا لأن رغبته كانت أقوى.

وفي هذا الصدد أوضح حمزة في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن مساره الدراسي كان صعبا، وتجربة ليست بالسهلة، لكنه تمكن من النجاح بفضل دعم المركز ومجهود طاقمه.  

وعن فترة الاستعداد التي سبقت الامتحانات، قال حمزة “اجتهدت في إنهاء معظم المناهج الدراسية، وكنت أسهر حتى أوقات متأخرة من الليل، ولم أكن أتردد بالاتصال بالمرشدين التربويين الذين كانوا يتابعونني، وكذلك بالأساتذة الذين لم يترددوا بالحضور إلى المركز، لشرح ما يلزم من دروس”.

أما بخصوص مستقبله، أضاف الحمزة أنه يفكر في دراسة المعلوميات أو مجال مشابه، يناسب وضعه الصحي، مؤكدا أن الحياة لا تقف أبدا، إذ ينبغي أن نكافح لتحقيق أحلامنا وأهدافنا رغم العراقيل والصعوبات التي قد تواجهنا أحيانا.

وفي هذا الصدد، قالت منى بلوك، طبيبة أخصائية بمركز نور، إن حمزة واحد من الحالات التي تأتي للمركز، حيث كان يعاني في البداية من شلل رباعي الأطراف ناتج عن إصابة في النخاع الشوكي، إلى جانب مشاكل  صحية أخرى، مؤكدة أن وضعه الصحي يعرف تحسنا تدريجيا، مع العلم أنه لا يزال يواصل علاجه بالمركز.

وأضافت المتحدثة، أنه من رحم هذه المعاناة، تمكن حمزة من الحصول على الشهادة الباكالوريا بفضل طموحه وإرادته القوية ليجعل من قصته أملا للكثيرين.

ومن جهة، قالت إلهام مزوزي، المديرة الطبية لمركز نور للترويض والتأهيل ببسكورة، إن المركز يقدم مجموعة من الخدمات في مجال الترويض الطبي، موضحة أن المركز تابع للودادية المغربية للمعاقين، إذ يتوفر على أزيد من 100 سرير، بالتالي يمكن للمرضى المكوث بالمركز إلى غاية استكمال العلاج، أو متابعة حصصهم بشكل عادي.

 وبخصوص الشروط الاستفادة من خدمات المركز، أوضحت مزوزي، أنه يجب أن يكون الشخص في حاجة إلى الترويض والتأهيل، مضيفة أن الودادية المغربية للمعاقين تتكفل بأشخاص في وضعية مادية صعبة من خلال شروطها الخاصة.

وتابعت بالقول إن الخاصية التي يتميز بها المركز، هو العلاج على مدى الطويل الذي قد يصل أحيانا إلى 10 سنوات، خاصة أن الترويض يحتاج إلى الوقت والمواكبة.