يشكل منتجع أوريكا الواقع بسفوح جبال الأطلس المتوسط، ملاذا للمراكشين وزوار المدينة من المغاربة والأجانب، هربا من موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة الحمراء، منذ بداية الصيف الحالي، لقضاء أوقات ممتعة في هذه المنطقة، التي تساهم في التخفيف من وطأة قيض هذا الفصل من السنة.
ويتحول المنتجع السياحي لاوريكا خلال فصل الصيف بأشجاره ومياه وديانه إلى وجهة مفضلة لعشاق السياحة الجبلية والباحثين عن الهواء “البارد” والخضرة المنعشة والهاربين من أشعة شمس مراكش الحارقة التي تشتد خلال هده الفترة من السنة.
وينقسم زوارمنتجع أوريكا السياحي، إحدى الركائز الهامة في الإشعاع الذي تعرفه مدينة مراكش على المستوى الوطني والدولي، إلى قسمين منهم من يفضل أن يقضي عطلة الأسبوع في هذا المنتجع، ومنهم من يقضي أياما في أحضان طبيعة أوريكا الخلابة، التي لايزال بريقها أخاذا، للاستمتاع بكل ما تجود به الطبيعة بطقسها المعتدل في فصل الصيف.
“الصحراء المغربية” سافرت، السبت الماضي، إلى هذا المنتجع السياحي، الذي يجمع بين السياحة الداخلية والخارجية، حيث تفضل عدد من الأسر أن تقضي يوما كاملا تحت ظلال أشجار أوريكا، وبين جداول الماء البارد.
الرحلة إلى أوريكا استغرقت ساعة ونصف الساعة، كانت العربة التي استقلتها “الصحراء المغربية” من نوع النقل المزدوج، وكان السائق الذي اعتاد أن يقطع هذه المسافة في ساعة واحدة، تأخر عن موعد الرحلة بدقائق معدودات بحثا عن زبائن آخرين حتى يمتلئ جوف العربة، كان من بين الركاب طلبة الذين يسافرون في جماعات، أشبه بزيارة مبرمجة، من حي سيدي ميمون، اتجهنا نحو أوريكا، في الطريق بدأ الجميع يتحدث عن مغامراته، وعن ولعه بالسفر.
لم يكن يكسر حديث هؤلاء الشباب ولغطهم وقهقهاتهم التي أزعجت بعضهم، سوى صوت المذياع، وبين الفينة والآخرى كان السائق يبحث عن موجة تقوده إلى الموسيقى الأمازيغية، وربما الصدفة وحدها أوصلته إلى مجموعة موسيقية من الجنوب، وبدأ صوت الرباب يرتفع داخل العربة، وبدأت الأجساد تتمايل طربا، بل انخرط بعض الراكبين في ترديد ما يشاع أثيريا.
في الطريق إلى المنتجع الطبيعي لمنطقة أوريكا، صادفت “الصحراء المغربية” جمالا طبيعيا ووقفت عند العديد من المشاريع السياحية التي جرى إنجازها أو في طور البناء، ما حول المنطقة إلى وجهة مفضلة للمستثمرين في المجال السياحي لاقتناء أراض من أجل إنشاء مشاريع سياحية من قبيل الإقامات والقصور المخصصة للسكن والاستثمار السياحي، خاصة بعدما أدى الرواج السياحي الذي أصبحت تعيشه المنطقة إلى إشعال فتيل المضاربة العقارية بين السماسرة والمستثمرين.
وتتميز المنطقة الجبلية لأوريكا التي تعرف توافد السياح المغاربة والأجانب المولعين بالسياحة الإيكولوجية، بطقسها البارد وشلالات مياهها وخريرها الذي ينساب من أعالي الجبال، وبواديها الذي يشكل أحد أبرز المسارات المائية بإقليم الحوز بجهة مراكش تانسيفت الحوز، بالإضافة على كونها مكانا للاستجمام والاستمتاع بالجو “البارد” والطبيعة الخلابة التي ظلت تشكل متنفسا لسكان المدينة الحمراء، يتخذونها مجالا للنزهة والترويح عن النفس خلال أيام العطل.
على طول الطريق المؤدية إلى قرية “ستي فاضمة”، مرورا بمنطقة “أغبالو” و”أولماس”، يستوقفك عدد من الأطفال والشباب يقفون في شكل مجموعات لبيع فاكهة الصيف الطازجة التي توفرها أشجار التفاح والتين والصبار الذي تتميز به المنطقة، فضلا عن علامات الفنادق الصغيرة والمطاعم والمقاهي التقليدية المتناثرة على جنبات الطريق، التي توفر كل الوجبات للراغبين في الاستمتاع بالأكلات المحلية وبالطبخ الأمازيغي من قبيل المشويات وطواجين من مختلف الأحجام بأثمان مناسبة في متناول الجميع.
قبل مواصلة الطريق إلى قرية ستي فاضمة، عرجنا على منطقة ولماس واطلعت “الصحراء المغربية” على الحياة اليومية لسكانها الطيبين الدين يتميزون بمعاملاتهم اللطيفة مع زوار هذه المنطقة، التي تنتشر فيها مجموعة من العيون مياهها شبيهة بـ”أولماس” حيث يتحدث عنها الجميع بأنها تملك مزايا خاصة كقدرتها على تفتيت حصي الكلي وتنظيفها وتقوية الجهاز الهضمي.
وعلى امتداد ضفاف الوادي سيثير انتباه الزائر انتشار أعداد كبيرة من المصطافين لقضاء فترة استرخاء واستجمام، أغلبهم يفضل الجلوس على الكراسي لتناول وجبات الغداء في الهواء الطلق وتحت ظلال الأشجار.
ويشكل الطريق الواقع على ضفاف الوادي محطة خصبة للتعريف ببعض العادات والتقاليد الأمازيغية، إضافة إلى بيع منتوجات محلية تتمثل في صناعة الفخار والزرابي والصناعات التقليدية اليدوية التي يعشق السياح والزوار اقتناءها للاحتفاظ بها في منازلهم، لتذكرهم بين الفينة والأخرى بتلك اللحظات والذكريات الجميلة التي قضوها بالمنطقة.
وحسب رشيد أحد عمال مقهى تتواجد على ضفاف وادي أوريكا، فإن المؤهلات الطبيعية التي تتوفر عليها المنطقة جعلها من المناطق التي تستهوي السياح المغاربة والأجانب خصوصا خلال فصل الصيف.
وأضاف رشيد في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن منطقة أوريكا أصبحت اليوم تعرف حركة اقتصادية واجتماعية كبيرة مرتبطة بتطور السياحة، مؤكدا أن المجهودات التي يبذلها المسؤولون على عمالة إقليم الحوز، بتنسيق مع المجالس المنتخبة، جعل المنطقة تعرف تطورا ملحوظا سواء في البنية التحتية والمرافق السياحية لتوفير كل شروط الراحة للزائر.
من جانبه، أوضح إسماعيل عمراوي الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة بالحوز، أن المنتجع السياحي لاوريكا يجمع بين السياحة الداخلية والخارجية، حيث تفضل عدد من الأسر أن تقضي يوما كاملا تحت ظلال أشجار أوريكا، وبين جداول الماء البارد.
وأضاف عمراوي، أن المناظر الخلابة للمنتجع السياحي لمنطقة أوريكا ذات المؤهلات الطبيعية المتفردة تجدب عشاق السياحة الجبلية خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أجل الاستمتاع بمزيج طبيعي لايقام، حيث تنسي الزائر ولو لساعات صخب الحياة اليومية وتزوده بطاقة ايجابية تساعده على استئناف الدراسة أو العمل في أجواء مريحة.
وأشار الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة بالحوز إلى أن المنطقة الجبلية لأوريكا، تتميز بشلالات مياهها وخريرها الذي ينساب من أعالي الجبال، وبواديها الذي يشكل أحد أبرز المسارات المائية بإقليم الحوز، بالإضافة الى كونها مكانا للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي ظلت تشكل متنفسا لسكان المدينة الحمراء، ويتخذونها مجالا للنزهة والترويح عن النفس خلال أيام العطل.
