يحقق مربو الماشية الإسبان أرباحا طائلة خلال شهر رمضان بسبب ارتفاع صادراتهم من الأغنام للعديد من البلدان الإسلامية، ومن بينها المغرب، حيث يكثر الطلب على استهلاك اللحوم الحمراء.
وعلى عكس ما كان يحدث قبل سنوات، فإن المشتري الرئيسي للخرفان الإسبانية هذه السنة هو المغرب، في الوقت الذي كانت المملكة العربية السعودية هي المستورد الرئيسي خلال فترة رمضان.
وذكرت وكالة “إيفي”، في هذا الصدد، أن ارتفاع واردات المغرب من الأغنام الإسبانية يعود إلى رغبة الحكومة في التخفيف من أسعار اللحوم الحمراء التي تشهد إقبالا واسعا من طرف المواطنين خلال شهر الصيام.
وقال خوسي هيرنانديس، المسؤول عن مصلحة الصادرات بشركة “بوفيسا” للحوم، لـ”إيفي”، إن صفقة بيع الأغنام المغرب مستمرة خلال أسبوعين إضافيين، وتسير بشكل “طبيعي”، وتشبه إلى حد كبير حملة عام 2023 بمناسبة عيد الأضحى، لكنها تبقى بعيدة عن التوقعات التي نطمح إلى تحقيقها مع المستوردين المغاربة، حسب ما صرح به لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن شركة “بوفيسا”، وحدها، قادرة على نقل ما مجموعه 25 ألف رأس من الأغنام على متن كل باخرة متجهة لميناء طنجة المتوسط، مضيفا أنه في شهر فبراير، قامت هذه الشركة، التي يوجد مقرها في مورسيا، بتصدير 60 ألف رأس من الأغنام، ومن المتوقع أن ترسل شحنة أخرى من 50 ألف خروف خلال الأسبوعين المقبلين.
وذكر المصدر ذاته أن وزن الخروف الذي يرغب المغرب في استيراده صار يتجاوز 40 كيلوغراما بعدما كان محددا في أقل من 35 كيلو السنة الماضية، وذلك للحاجة الكبيرة للمواطنين في اللحوم خلال رمضان.
وفي ما يتعلق بقيمته السوقية، فإن سعر الخروف الاسباني قبل مغادرته الاسطبل يبلغ حوالي 4 أورو للكيلو، وهو ما يمثل “ثمنا لا مثيل له”، حسب المصدرين الإسبان.
ويرى العديد من المستوردين المغاربة، وبينهم، عبد الفتاح عمار، الذي قال لـ”هسبريس” إن الأغنام الإسبانية تمتاز بالجودة، بالنظر إلى كونها تخضع لمراقبة صحية من طرف السلطات المختصة. بينما وجه عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة للفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، مراسلة مرفوقة بطلب تدخل عاجل إلى المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، بخصوص تزايد عدد الجزارين، الذين يروجون لحوم الأغنام المستوردة من إسبانيا بثمن 50 درهما للكيلو الغرام الواحد، مشيرا إلى أن “هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بمجموعة من المدن المغربية وأثرت بشكل كبير على مجموعة من تجار اللحوم الحمراء بالجملة والتقسيط”، وأن الأمر يتعلق بلحم النعجة الإسبانية وليس الخروف”، وفق مراسلته التي تم تعميمها على وسائل الإعلام الوطنية.
