فتح المكتب الوطني للأمن الصحي بالمغرب، أمس الخميس، تحقيقا بشأن الشركة التي قامت بتصدير شحنات من الفراولة، إلى أوروبا صدر بخصوصها تحذير لاحتوائها على فيروس “التهاب الكبد أ”، والتي تم اكتشافها، الاثنين الماضي، بأحد نقاط الدخول بإسبانيا، بحسب ما أردته وكالة الأنباء “إيفي”.
وبحسب المصدر ذاته، فقد أخذت مصالح “أونسا” 254 عينة من الفراولة لتحليلها، مع تعزيز المراقبة الصحية على هذا المنتوج، وهي اجراءات وقائية معتادة عند حدوث تنبيهات من هذا النوع، وفق ما أفاد به مسؤول بالمكتب المذكور.
ولم تصل هذه الشحنة، من الفراولة “الملوثة”، التي لم يتعدى حجمها طنا واحد ونصف، إلى المستهلك، لعدم طرحها في الأسواق، بحسب الشركة الاسبانية التي استوردتها من المغرب.
وكسفت “إيفي” أنه تم التعرف على مصدر الشحنة المعنية بالتحذير، وجرى أخذ عينات من المنتوج المذكور قصد إخضاعها للتحليل في مختبر علمي، مؤكدة، استنادا إلى مصدر مسؤول بمكتب “أونسا”، على أنه فور التوصل بالنتائج سيتم على ضوئها اتخاذ الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وفي انتظار نتائج التحليل، اتخذ المكتب الوطني للأمن الصحي والصحة والسلامة، مجموعة من التدابير الوقائية، لا سيما تعزيز مراقبة الفراولة القادمة من المزرعة الخاضعة للإخطار وكذلك تعزيز جدول المعاينات الصحية الدورية للمؤسسة المعنية، مع التأكد على أن هذا المنتوج على المستوى الوطني سليم ولم تسجل بشأنه أي تحذيرات.
وكانت جمعيات المزارعين الإسبان طالبت بالوقف الفوري لواردات الفراولة وغيرها من المنتجات الطازجة القادمة من المغرب، و”أرجعت تلوثها إلى سقيها بمياه الصرف الصحي”، لكن المفوضية الأوروبية، من جانبها، أكدت أن هذه “الإجراءات المستعجلة” ضد هذه السلع ليست ضرورية في بقية دول الاتحاد الأوروبي.
وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها جمعيات المزارعين الاسبان اتهامات مماثلة إلى الخضر والفواكه المغربية تحت ذريعة السلامة الصحية، وذلك في سياق اعتراض هؤلاء على تزايد الصادرات الفلاحية المغربية نحو أوروبا، والتي بلغت خلال 2023 ما قيمته 2 مليار دولار، مما يجعل المغرب المورد الرئيسي لأوروبا من خارج الاتحاد، تليه جنوب أفريقيا والبيرو، بحسب بيانات صادرة عن الاتحاد الإسباني لجمعيات مصدري الفواكه والخضروات.
