افتتح منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب انطلاقته الفعلية بتدارس مواضيع ذات صلة بالأحداث الجارية في المجتمع المغربي، حاليا، في مقدمتها الآثار النفسية والاجتماعية للزلزال الذي ضرب عددا من المناطق في المملكة، ناقشها وحللها مختصون في علم النفس والاجتماع لتسليط الضوء على عدد من جوانبها والتواصل حول سبل تجاوزها والتعايش معها بما يسمح بحماية النفس من الضرر.
جاء ذلك خلال لقاء تواصلي نظمه منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب، أخيرا، في دار الشباب العنق بالدار البيضاء، ترأسه الدكتور يسين العمري، رئيس المنتدى، بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين، في علم النفس والاجتماع والفلسفة، إلى جانب باحثين وطلبة في تخصصات متعددة للعلوم الإنسانية، يمثلون مدن الدار البيضاء، والرباط، والقنيطرة، والمحمدية، والجديدة، وسيدي بنور، ومكناس وفاس.
وخلال اللقاء، تحدثت الدكتورة ليلى الشرقاوي، أستاذة جامعية في علم النفس، عن أهمية الدعم والمواكبة النفسية لضحايا زلزال الحوز، من خلال الإنصات إلى المتضررين من قبل المتخصصين، الذين يتقنون علميا عملية الإنصات لضمان المساعدة الناجعة للمصابين بصدمة ما بعد الزلزال، وبالتالي تفادي من أسمتهم «المتطفلين» وتجار الأزمة. وبالمناسبة قدمت الأستاذة الجامعية نفسها لمحة عن كتاب «الطريق نحو الشفاء» « la voie de la guérison »، الذي يقدم معطيات علمية ميدانية حول طرق العلاج التقليدية التي يلجأ إليها المشاركون في دراسة ميدانية، وتحليلها بمقاربة علم النفس.
وتبعا لذلك، حثت أستاذة علم النفس على الحكي والتعبير للمتخصصين عن المشاعر التي تخالج فؤاد وفكر المتضرر من صدمة الزلزال لحماية النفس، مع التسلح بأدوات مساعدة، منها الابتعاد عن خطاب التأنيب في مقابل الحرص على التعامل مع الحدث لتفادي استمرار الأزمة وتداعياتها النفسية لضمان التوازن النفسي. ووعيا بأهمية ذلك، انخرط مجموعة من أساتذة علم النفس في لقاءات تواصلية وحصص للاستماع نظمت لفائدة مجموعة من الطلبة الجامعيين.
ووفقا لذلك، تبرز أهمية زرع ثقافة سيكولوجية بين السكان، لا سيما ما بعد الأزمات، والانفتاح على العلوم الإنسانية كونها علوما تخدم الانسان، تقول الدكتورة ليلى الشرقاوي.
من جهتها، تحدثت حنان الشادي، نائبة رئيس المنتدى، عن وجوب تقديم الدعم النفسي والمواكبة لأسر ضحايا زلزال الحوز، في أفق مساعدتهم على التغلب على الحزن، وامتصاص صدمة فقد الأهل والأحباب، بما يساعدهم على العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية وتجاوز الخوف المرضي من الزلزال وتوابعه.
وتبعا لذلك، ذكرت الشادي مجموعة من الأساليب الفضلى لتدبير الحزن بشكل صحي، وعدم الاهتمام المفرط بالشخص أو الشيء المفقود، ومحاولة تذكر كل ما هو جميل، والسماح للنفس بالبكاء وخوض تجربة الكتابة لتفريغ مشاعر الحزن والقبول بالحدث الواقع، مع التأقلم والقبول بالوضع الجديد والانفتاح على أناس جدد، مع الحرص على استشارة طبيب مختص في حالة استمرار حالة الحزن واستيفاء طرق تدبيرها.
ويأتي ذلك لتفادي التأثيرات السلبية للحزن التي قد يتولد عنها فقدان الشعور بوجود أي معنى للحياة أو مواجهة صعوبات لأداء الأنشطة اليومية واعتزال الناس والأنشطة الاجتماعية، وبالتالي تفادي الحزن المعقد المؤدي إلى الاكتئاب.
ويحتاج الشخص في حالة حزن إلى مستمع جيد بشكل حيادي بما يساعده على التوصل إلى الحل بنفسه، الاستماع إليه من دون مقاطعة لعدم إشعار المتحدث بالرفض، ناهيك عن دور محيط الشخص المعني في تشجيعه على الاستمرار في ممارسة مختلف أنشطة الحياة الاجتماعية، منحه هدايا ودعوته إلى نزهات.
من جهته، ركز الدكتور يسين العمري، رئيس منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب على فكرة تأسيس المنتدى، الذي رأى النور في يوليوز 2023، وأهدافه الرامية إلى تعميم الفائدة العلمية حول علمي النفس والاجتماع، من خلال تنظيم محاضرات علمية وندوات وورشات وأيام دراسية، حضورية وعن بعد، تستهدف الأساتذة والباحثين والطلبة، ستتوج قريبا بإنشاء مجلة علمية محكمة للدراسات النفسية والاجتماعية. وينضاف إلى ذلك، أهداف المنتدى الرامية إلى الدفاع والترافع بشكل علمي عن التراث والتاريخ المغربي وحمايته من القرصنة ومحاولة السطو عليه، إلى جانب أهداف تنظيم حملات للدعم والمواكبة النفسية والإرشاد الأسري، وعقد شراكات مع هيآت فاعلة في مجال رعاية الطفولة، الإعاقة ومجال الثقافة المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف تكريم مجموعة من الأساتذة الدكاترة على جهودهم العلمية والبحثية القيمة، في خدمة الطلبة والباحثين، بينهم الدكتور عبد الرحمن اليعقوبي، إذ تسلم المكرمون شهادات التقدير والعرفان من رئيس المنتدى ونائبته. كما شهد اللقاء توقيع كتاب «نظرية المعرفة عند ميرلوبونتي: بحث في الأسس»، لمؤلفه المفكر الدكتور عبد الرحمن اليعقوبي، الذي قدم مختصرا عن كتابه، متحدثا عن نظرية المعرفة بشكل عام ولدى الفلاسفة الوجوديين والمدرسة الفرنسية وميرلوبونتي بشكل خاص. كما أبرز، بالمناسبة نفسها، توافق علوم الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع باعتبارها علوما يتمحور اهتمامها حول الإنسان، كموضوع للبحث.
افتتح منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب انطلاقته الفعلية بتدارس مواضيع ذات صلة بالأحداث الجارية في المجتمع المغربي، حاليا، في مقدمتها الآثار النفسية والاجتماعية للزلزال الذي ضرب عددا من المناطق في المملكة، ناقشها وحللها مختصون في علم النفس والاجتماع لتسليط الضوء على عدد من جوانبها والتواصل حول سبل تجاوزها والتعايش معها بما يسمح بحماية النفس من الضرر.
جاء ذلك خلال لقاء تواصلي نظمه منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب، أخيرا، في دار الشباب العنق بالدار البيضاء، ترأسه الدكتور يسين العمري، رئيس المنتدى، بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين، في علم النفس والاجتماع والفلسفة، إلى جانب باحثين وطلبة في تخصصات متعددة للعلوم الإنسانية، يمثلون مدن الدار البيضاء، والرباط، والقنيطرة، والمحمدية، والجديدة، وسيدي بنور، ومكناس وفاس.
وخلال اللقاء، تحدثت الدكتورة ليلى الشرقاوي، أستاذة جامعية في علم النفس، عن أهمية الدعم والمواكبة النفسية لضحايا زلزال الحوز، من خلال الإنصات إلى المتضررين من قبل المتخصصين، الذين يتقنون علميا عملية الإنصات لضمان المساعدة الناجعة للمصابين بصدمة ما بعد الزلزال، وبالتالي تفادي من أسمتهم “المتطفلين” وتجار الأزمة.
وبالمناسبة قدمت الأستاذة الجامعية نفسها لمحة عن كتاب “الطريق نحو الشفاء” « la voie de la guérison »، الذي يقدم معطيات علمية ميدانية حول طرق العلاج التقليدية التي يلجأ إليها المشاركون في دراسة ميدانية، وتحليلها بمقاربة علم النفس.
وتبعا لذلك، حثت أستاذة علم النفس على الحكي والتعبير للمتخصصين عن المشاعر التي تخالج فؤاد وفكر المتضرر من صدمة الزلزال لحماية النفس، مع التسلح بأدوات مساعدة، منها الابتعاد عن خطاب التأنيب في مقابل الحرص على التعامل مع الحدث لتفادي استمرار الأزمة وتداعياتها النفسية لضمان التوازن النفسي. ووعيا بأهمية ذلك، انخرط مجموعة من أساتذة علم النفس في لقاءات تواصلية وحصص للاستماع نظمت لفائدة مجموعة من الطلبة الجامعيين.
ووفقا لذلك، تبرز أهمية زرع ثقافة سيكولوجية بين السكان، لا سيما ما بعد الأزمات، والانفتاح على العلوم الإنسانية كونها علوما تخدم الانسان، تقول الدكتورة ليلى الشرقاوي.
من جهتها، تحدثت حنان الشادي، نائبة رئيس المنتدى، عن وجوب تقديم الدعم النفسي والمواكبة لأسر ضحايا زلزال الحوز، في أفق مساعدتهم على التغلب على الحزن، وامتصاص صدمة فقد الأهل والأحباب، بما يساعدهم على العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية وتجاوز الخوف المرضي من الزلزال وتوابعه.
وتبعا لذلك، ذكرت الشادي مجموعة من الأساليب الفضلى لتدبير الحزن بشكل صحي، وعدم الاهتمام المفرط بالشخص أو الشيء المفقود، ومحاولة تذكر كل ما هو جميل، والسماح للنفس بالبكاء وخوض تجربة الكتابة لتفريغ مشاعر الحزن والقبول بالحدث الواقع، مع التأقلم والقبول بالوضع الجديد والانفتاح على أناس جدد، مع الحرص على استشارة طبيب مختص في حالة استمرار حالة الحزن واستيفاء طرق تدبيرها.
ويأتي ذلك لتفادي التأثيرات السلبية للحزن التي قد يتولد عنها فقدان الشعور بوجود أي معنى للحياة أو مواجهة صعوبات لأداء الأنشطة اليومية واعتزال الناس والأنشطة الاجتماعية، وبالتالي تفادي الحزن المعقد المؤدي إلى الاكتئاب.
ويحتاج الشخص في حالة حزن إلى مستمع جيد بشكل حيادي بما يساعده على التوصل إلى الحل بنفسه، الاستماع إليه من دون مقاطعة لعدم إشعار المتحدث بالرفض، ناهيك عن دور محيط الشخص المعني في تشجيعه على الاستمرار في ممارسة مختلف أنشطة الحياة الاجتماعية، منحه هدايا ودعوته إلى نزهات.
من جهته، ركز الدكتور يسين العمري، رئيس منتدى الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع بالمغرب على فكرة تأسيس المنتدى، الذي رأى النور في يوليوز 2023، وأهدافه الرامية إلى تعميم الفائدة العلمية حول علمي النفس والاجتماع، من خلال تنظيم محاضرات علمية وندوات وورشات وأيام دراسية، حضورية وعن بعد، تستهدف الأساتذة والباحثين والطلبة، ستتوج قريبا بإنشاء مجلة علمية محكمة للدراسات النفسية والاجتماعية. وينضاف إلى ذلك، أهداف المنتدى الرامية إلى الدفاع والترافع بشكل علمي عن التراث والتاريخ المغربي وحمايته من القرصنة ومحاولة السطو عليه، إلى جانب أهداف تنظيم حملات للدعم والمواكبة النفسية والإرشاد الأسري، وعقد شراكات مع هيآت فاعلة في مجال رعاية الطفولة، الإعاقة ومجال الثقافة المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف تكريم مجموعة من الأساتذة الدكاترة على جهودهم العلمية والبحثية القيمة، في خدمة الطلبة والباحثين، بينهم الدكتور عبد الرحمن اليعقوبي، إذ تسلم المكرمون شهادات التقدير والعرفان من رئيس المنتدى ونائبته. كما شهد اللقاء توقيع كتاب “نظرية المعرفة عند ميرلوبونتي: بحث في الأسس”، لمؤلفه المفكر الدكتور عبد الرحمن اليعقوبي، الذي قدم مختصرا عن كتابه، متحدثا عن نظرية المعرفة بشكل عام ولدى الفلاسفة الوجوديين والمدرسة الفرنسية وميرلوبونتي بشكل خاص. كما أبرز، بالمناسبة نفسها، توافق علوم الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع باعتبارها علوما يتمحور اهتمامها حول الإنسان، كموضوع للبحث.
