زاكورة .. التحقيق يتواصل مع 5 تلاميذ بعد العثور عليهم والعائلات تلتزم الصمت

زاكورة .. التحقيق يتواصل مع 5 تلاميذ بعد العثور عليهم والعائلات تلتزم الصمت
حجم الخط:

واصلت السلطات الأمنية والقضائية، صباح اليوم الأربعاء، التحقيق في قضية خمسة تلاميذ عثر عليهم مساء الاثنين، بعد أيام من الاختفاء تاركين ورائهم رسائل إلى عائلاتهم يشرحون فيها أسباب “هروبهم”.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”الصحراء المغربية” أن عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة استمعت للتلاميذ الخمسة وعائلاتهم، فيما تم وضع أحد التلاميذ رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه في شبهات تتعلق بالتغرير بقاصر.
وفرضت السلطات الأمنية والقضائية تعتيما على الموضوع كما امتنعت العائلات عن الإدلاء بأية تصريحات أو معطيات في الموضوع حفاظا على سرية التحقيق ومنع أي تأثير أو تشوي عليه. 
ودعا سالم لعناية، رئيس جمعية أجيال درعة للثقافة والفن والرياضة، الآباء وأولياء التلاميذ إلى الإنصات لهموم ومشاكل أبنائهم وأخذ بعين الاعتبار التحولات الطارئة على المجتمع بفعل التطورات التكنولوجية والمعلوماتية، مشدد على تحصين الأطفال من أية انزلاقات أو انحرافات، ومنحهم الثقة لتفجير مواهبهم الإبداعية.
وكان الرأي العام المحلي بجماعة تمزموط بإقليم زاكورة، قد اهتز منذ الأسبوع المنصرم، على نبأ اختفاء خمسة تلاميذ بشكل جماعي ومفاجئ، مما شكل صدمة لأسرهم ولسكان المنطقة. وعاشت المنطقة حالة استنفار لأفراد عائلات المختفين وأصدقائهم والسلطات المحلية والأمنية، من أجل الوصول لأية معلومات أو معطيات تساعد في العثور عليهم. 

المختفون تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، وأغلبهم يتابعون دراستهم بالمرحلة الإعدادية بالثانوية الإعدادية بن رشد، وهم تلميذان من دوار “تيغزى” وثلاثة تلميذات نزيلات بدار الطالبة يتحدرن من دوار “تملالت”.
وتمكنت السلطات ورجال الدرك من العثور على التلاميذ المختفين بمساعدة أحد الرعاة الرحل في جبال قرب جماعة تافتشنا، بعد ظهر الاثنين الماضي، وهم في حالة جيدة، لكن تبدو عليهم علامات الإرهاق والتعب.
وقبل الاختفاء تركت تلميذتان رسالة مؤثرة كشفتا فيها عن أسباب قرارهما، الذي صدم عائلتيهما وسكان الدوار.

وجاء في الرسالة أنهما قررتا رفقة تلميذات أخريات الهجرة السرية بسبب ظروف عائلتيهما، حيث أشارت إحداهن إلى أنها قد أبلغت والدتها منذ فترة بنيتها في الهجرة.
وأشارت التلميذة “حليمة” البالغة من العمر 14 سنة، “أمي أطلب منك الصفح، بالرغم من أنك لا تعيرين لي أي اهتمام، وتصرخين في وجهي، ولا تهتمي لأمري عندما أكون مريضة، وحاولتي تزويجي رغما عني”.
أما المختفية “فاطمة”، فقد أشارت ضمن رسالتها إلى أنها قررت الهجرة رفقة تلميذات من دار الطالبة، كما طالبت هي الأخرى الصفح والمسامحة من عائلتها، مضيفة أنها لم تقرر الهجرة لأن عائلتها تعاملها بسوء بل على العكس “أنتم أحسن أب وأحسن أم.. وأتمنى أن تعيشوا في سعادة يا أحسن عائلة”.
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لجريدة “الصحراء المغربية” أن أحد المختفين ترك في بيته رسالة للأسرة يودعهم ويخبرهم أن ذاهب ليبحث لنفسه عن مصير أفضل بعد تعثره الدراسي دون أن يكشف المزيد عن وجهته.
كما تركت إحدى التلميذات المختفيات رسالة لأسرتها تطلب منها المسامحة وتخبرهم أنها قررت اتخاذ قرار الهجرة، وحينها قررت الأسر إبلاغ السلطات والدرك الملكي بواقعة الاختفاء.