توج تسعة من نساء ورجال التعليم، خلال حفل أقيم، أمس الأحد بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، بجائزة “أستاذ السنة” في نسختها الخامسة، برسم الموسم الدراسي 2022-2023، التي تنظمها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع مؤسسة الزهيد وبتنسيق مع جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، نظير مشاريعهم المتميزة والنموذجية والهادفة إلى إبراز ممارسات بيداغوجية جديدة وفعالة وخلق بيئة مواتية للمبادرة.
وتهدف هذه الجائزة، التي تحتفي بالتميز في مجال التعليم، إلى تكريم الأطر التربوية المشاركة وتثمين الممارسات البيداغوجية المبدعة ذات الأثر الإيجابي على التعلمات في إطار مشروع القسم.
وعادت الجائزة الأولى في فئة ”التعليم الابتدائي العمومي” لعادل الزدكي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة عن مشروعه “كرتنا: أداة غنية بالموارد”، فيما عادت الجائزتان الثانية والثالثة على التوالي، لمحمد تابيت، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، عن مشروع “اكتشاف الفضاء”، والصديق بن فقير، من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء عن مشروع “الأنشودة التربوية قناة لتمرير وترسيخ مجموعة من القيم وأداة لتجويد التعلمات”.
وآلت الجائزة الأولى في فئة ”معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية”، لمريم كريم، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي عن مشروعها “رحلة قرائية”، والجائزة الثانية لعمر قيلاني، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة عن مشروعه “أتعلم واكتشف”، والجائزة الثالثة لسعيد الأشكر، عن نفس الأكاديمية عن مشروعه “متحدث القسم”.
وفي فئة ”التربية الدامجة”، فاز بالجوائز الثلاث الأولى، على التوالي، كل من كوثر سامي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة عن مشروعها “القراءة المسيرة للجميع”، وفاطمة طعلي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت عن مشروعها “الركن الأكاديمي”، وكوثر هبيل عن نفس الأكاديمية عن مشروعها “الصورة لأجل تنمية المهارات التواصلية”.
وقبل تسليم الجوائز للفائزين والفائزات، أكد شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الحسين قضاض المفتش العام للشؤون الادارية والمالية بالوزارة، أن هذه الجائزة التي تحتفي بالإبداع والابتكار في صفوف نساء ورجال التعليم، تعد لحظة مميزة للوقوف عن قرب على ابداعات الأساتذة ومتعلميهم الخاصة بتجويد التعلمات عبر ممارساتهم الفصلية اليومية الفضلى، مشيدا بكل المساهمين في تنظيم هذه الجائزة الخاصة بتكريم المدرسات والمدرسين، الذين يعملون كل يوم على التأسيس لعالم أفضل، وذلك من خلال مشاريع ذات أثر فعلي ومباشر على المتعلم.
وأضاف الوزير أن هذه المبادرة تستهدف المساهمة في الرفع من جودة الفعل التربوي من خلال تشجيع وتحفيز أستاذات وأساتذة بسلك التعليم الابتدائي على الابداع والابتكار في الممارسات والأساليب البيداغوجية، منوها بمختلف المشاريع المقدمة من طرف جميع المشاركات والمشاركين، والتي أبانت عن روح إبداعية في اختيار الأفكار وفي تحويلها إلى مشاريع عملية، تساعد المتعلم على اكتساب معارف جديدة، أو التغلب على صعوبات في التعلم.
من جهة أخرى، تطرق بنموسى في كلمته، للنظام الأساسي الجديد، مؤكدا أن هذا النظام رافعة مهمة من أجل تنزيل الإصلاح التربوي المنشود عبر التأكيد على محورية دور الأستاذ ونبل مهنة التدريس، مشيرا الى أن النظام الأساسي يرسم مسارا مهنيا متميزا للموارد البشرية بالقطاع، ويضمن الاستفادة من نفس الحقوق والامتيازات ويتيح تطبيق نفس الواجبات والقواعد على الجميع.
وشدد الوزير على أن هذا النظام “لم يأت للمس بالمكتسبات بل تم العمل على تعزيزها، وسيكرس لأول مرة مبدأ مكافأة الاستحقاق داخل المنظومة التربوية لتثمين العمل الجاد الذي يقوم به الأساتذة والأستاذات”.
من جانبها، أشارت سعاد الزهيد نائبة رئيسة مؤسسة الزهيد، إلى أن هذه الجائزة، التي انطلقت سنة 2018 باقليم الحوز بجبال الاطلس الكبير، قبل أن تصبح وطنية، لها دور في الساحة التربوية لإبراز الكفاءات البيداغوجية والديداكتيكية، مبرزة أن هذا الحفل شكل مناسبة لتكريم الأساتذة الذين يبدلون العطاء من اجل بناء مواطني الغد.
وتميز الحفل بتقديم كورال بعنوان “خضراء” يتغنى بحدث المسيرة الخضراء المظفرة وآخر بعنوان ” نبصم بالعشرة” من أداء مجموعة من التلاميذ من إقليم الحوز، فضلا عن إقامة معرض “لنرسم الحوز” ضم لوحات فنية للتلميذات والتلاميذ المنحدرين من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والذين تم استقبالهم في المؤسسات التعليمية بمدينة مراكش لمواصلة دراستهم بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، حيث تمت مواكبتهم في مسارهم الإبداعي من قبل فنانين تشكيليين مراكشيين مشهورين.
وتدخل هذه الجائزة في إطار تكريس ثقافة الاعتراف وتحفيز المبادرات الرائدة في صفوف نساء ورجال التربية والتكوين وتشجيع التميز المهني، وذلك في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار 17-51، خصوصا في مجال الرفع من جودة التعلمات.
