يتابع المغاربة بقلق بالغ وضعية الأمطار والموسم الفلاحي في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة رغم حلول فصل الخريف، فالترقب أصبح يطبع يوميات الفلاحين، خاصة الذين يعتمدون على الزراعة البورية في أنشطتهم الفلاحية بمختلف مناطق المملكة.
وفي هذا الصدد، قال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، إن حالة الأرصاد الجوية في الأيام الأخيرة عرفت ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة إثر وجود منطقة ضغط مرتفع في بلادنا، مما أدى إلى إنشاء تدفق من الجنوب إلى الجنوب الشرقي بالتالي للارتفاع، مضيفا أن درجات الحرارة تجاوزت المعدل الشهري العادي بنحو 5 إلى 10 درجات في معظم مناطق المملكة، خاصة في شمال ووسط وشرق البلاد.
وأشار يوعابد إلى أن الطقس سيظل مستقرا وحارا إلى حد ما بكل من جهة سوس والأقاليم الجنوبية والسهول الداخلية خلال هذا الأسبوع.
ومن جهة، أوضحت أميمة خليل الفن باحثة في البيئة والتنمية المستدامة في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن تأخر التساقطات المطرية يؤثر على تراجع حقينة السدود والفرشة المائية، خاصة أن القطاع الفلاحي في المغرب يعتمد على نظام السقي التقليدي بنسبة 85 في المائة نظرا لغياب نظام يوزع الماء بالتساوي”.
وأكدت الباحثة أن حفر الآبار يعتبر من بين الأشياء التي تؤثر على الفرشة المائية، في ظل الاستهلاك غير المقنن الذي يستنزف كميات هائلة من المياه الباطنية، ما ينعكس بالسلب على المخزون المائي الإستراتيجي للمملكة في ظل تفاقم مستويات التغير المناخي العالمي.
وأضافت الفن أنه ينبغي على الفلاحين الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المناخية بالاعتماد على زراعات غير مكلفة، خصوصا أن ضعف التساقطات المطرية يهدد القطاع الفلاحي، الأمر الذي تطلب ضرورة نهج سياسات جديدة للحفاظ على المياه.
وأضافت الفن أن الحقينة المائية في المغرب لا تتعدى 22 مليار متر مكعب، إذ أنها لن تتجاوز هذا العدد حتى وإن عرف المغرب تساقطات مطرية مهمة، مشيرة إلى أنه يجب الاعتماد على دراسات وأبحاث علمية متعلقة بالتوقعات المناخية لتجنب مثل هاته الأزمات.
وأشارت المتحدثة إلى أن المغرب اليوم يعيش فترة استثنائية، مؤكدة أنه “يجب على الوزارة الوصية التدخل بشكل استعجالي لوضع قطيعة مع كل أنواع الاستنزاف لهذا المورد الحيوي من خلال إعادة النظر في السياسات الفلاحية والصناعية، إلى جانب إيجاد حلول لتحلية المياه البحرية وإعادة تدوير المياه العادمة لأنه لا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي في غياب مورد الماء”.
وأردفت الفن أن تأخر الأمطار بدأ عام 2018 لكن أثاره ظهرت في مطلع سنة 2020، مرجحة السبب في ذلك إلى حقينه السدود كانت تمتلك نسبة مهمة من المياه تم استعمالها خلال أربع السنوات الماضية.
