افتتحت، أمس الخميس بمراكش، أشغال المؤتمر الدولي العاشر حول المنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، بمشاركة خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وباحثين وعلماء وممثلين عن حوالي 195 منتزها جيولوجيا حول العالم، لتدارس واقع المنتزهات الجيولوجية والانجازات التي تم تحقيقها للحفاظ على هذا الموروث الطبيعي، من خلال تعزيز التعاون وتبادل المعارف والممارسات الفضلى والجيدة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية، لهذا المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعرض الفيلم المؤسساتي لمنتزه “مكون” الجيولوجي، وشريط فيديو يتتبع حياة الديناصورات في هذا المنتزه.
وينكب المشاركون خلال جلسات علمية، على مجموعة من المواضيع البالغة الاهمية، التي تهم على الخصوص، سبل الإدارة المستدامة للمواقع الجيولوجية، والتربية البيئية ، والسياحة المسؤولة، والتنمية الاقتصادية المحلية والتغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية ، ومكافحة التصحر والكوارث الطبيعية.
ويتضمن برنامج هذه الدورة جلسات عامة وورشات موضوعاتية وزيارات ميدانية لمنتزه “مكون” الجيولوجي، واجتماعات تتمحور حول هيئات الحكامة داخل الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو، واجتماعات المكتب التنفيذي للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو لدراسة الترشيحات لاستضافة الدورة المقبلة للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو تقدمت بها أربعة دول وهي البرازيل والشيلي وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.
ويوفر المؤتمر الدولي العاشر لليونيسكو حول المنتزهات الجيولوجية، المنظم بمبادرة من مجلس جهة بني ملال-خنيفرة وجمعية جيوبارك مكون، بشراكة مع الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية ( Géoparcs) التابعة لليونيسكو، منصة عالمية للتعاون وتبادل المعارف، وتجمع هذه المنصة أكثر من 1200 مشارك من 60 بلدا، من بينهم خبراء دوليين وباحثين ومسؤولين حكوميين.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد عادل بركات، رئيس مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، أن أهمية منظومة التدبير المندمج للجيوبارك، والتي جعلت من المملكة المغربية رائدا عربيا وإفريقيا، تتعزز اليوم بإحدات اللجنة الوطنية للجيوبارك والتي عهد لها بمواكبة مشاريع
المنتزهات الجديدة بالمغرب والبالغ عددها 6 مشاريع متكاملة، والتي ستسعى لتقديم ترشيحاتها خلال السنة الجارية للانضمام إلى الشبكة العالمية.
وأوضح أن التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير وتنمية القارة السمراء بالاعتماد على خيراتها الطبيعية ومواردها البشرية وتقاسم تجارب المملكة المغربية في مختلف المجالات مع الاشقاء الأفارقة، تعتبر السبيل الوحيد لتطورها وخروجها من حالة الهشاشة والفقر، مشيرا الى أن منظومة اليونسكو للجيوبارك، يمكن اعتمادها كمحور أساسي لتنمية السياحة المستدامة واستقطاب السياحة الدولية لتنمية المجتمعات المحلية بعموم إفريقيا والحفاظ على مواردها الطبيعية لفائدة الأجيال القادمة.
من جانبها، أكدت ليديا بريتو، المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسكو بإفريقيا، أن المغرب يحتل مكانة رفيعة لدى اليونيسكو، كما أن هذا الملتقى يشكل فرصة من أجل تنزيل رؤية لمشاريع رافعة للتنمية المستدامة وتعزيز التنوع البيولوجي، مبرزة أن تنظيم هذا الملتقى يؤكد بقوة أن المنتزهات الجيولوجية جزء لا يتجزأ من الحفاظ على القارات وتعزيز التعاون الدولي.
وأوضحت بريتو أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة تعمل مع الرائدين الجيولوجيين والباحثين بافريقيا لتقديم برامج وإنجاز دراسات عقد ندوات تدريبية، مشيرة إلى أن مشروع المنتزهات يعزز من إمكانية العمل على مبادرات أخرى بين منظمة اليونسكو والمملكة المغربية.
بدوره، أوضح نيكولاس زوروص، مدير الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية، أن المملكة المغربية شريك أساسي في التنمية المستدامة، وأن الشبكة تعمل على تقديم الدعم لخلق فضاءات للتنمية المستدامة، مشيرا الى أن هذا الملتقى يأتي لتعزيز الروابط بين المنتزهات العالمية والنظم الجيولوجية من أجل الحفاظ على الثرات والثقافة.
وقال إدريس أشبال، رئيس جمعية “جيوبارك مكون “، في تصريح ل”الصحراء المغربية، “نحن فخورون باحتضان هذا الحدث العالمي، المنظم لأول مرة في أرض عربية وإفريقية”، مضيفا أن هذه الدورة حققت بالفعل أهدافها وهو ما يعكسه “استقبالنا لحوالي 500 مداخلة علمية في تسع ورشات موضوعاتية، أعدها علماء جيولوجيون وخبراء في مجال إدارة المنتزهات على المستوى العالمي، و1200 مشارك يمثلون أزيد من 70 دولة.
وأضاف أشبال وهو أيضا رئيس الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو وعضو الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو، أنه سيجري بهذه المناسبة توقيع أزيد من 14 اتفاقية للشراكة وتوأمة بين المنتزه الجيولوجي “مكون” في أزيلال ومنتزهات بالعديد من الدول ضمنها كندا ، البرازيل ، الصين ، اليابان ، رومانيا ، ماليزيا ، إسبانبا ، فرنسا ، والبرتغال .
وأشار الى أن هذا الحدث الذي من شأنه المساهمة في إشعاع وجهة منتزه مكون والنهوض بالسياحة الجبلية بالمنطقة، يعرف تنظيم المعرض الدولي الاول للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو بحضور 12 جهة بالمملكة، لإبراز المؤهلات الإيكولوجية والثقافية التي تزخر بها هذه الجهات.
ويجتمع في هذا الملتقى الدولي الكبير، حوالي 195 منتزها جيولوجيا حول العالم، والتي حصلت على العلامة العالمية “المنتزه الجيولوجي لليونسكو،” وتتوزع في ما مجموعه 48 دولة بما في ذلك المغرب، الممثل بمنتزه مكون الجيولوجي.
ويشكل هذا المؤتمر مناسبة لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية شراكة وتعاون وتوأمة بين جيوبارك مكون ومنتزهات جيولوجية أخرى حول العالم، من الصين وماليزيا وأندونيسيا وكوريا واليابان وفرنسا والبرتغال وكندا ورومانيا والبرازيل واليونان، بهدف تعزيز الروابط بين مختلف المواقع الجيولوجية عبر العالم.
وبالموازاة مع المؤتمر، يقام معرض على مساحة 2000 متر مربع، فضلا عن فضاء مؤسساتي على مساحة 350متر مربع مخصص للمؤسسات العمومية والشركات والهيئات ذات الصلة بالثروة الجيولوجية والثقافية والطبيعية والتنمية المستدامة الراعية للمؤتمر، على غرار رواق منظمة اليونسكو ورواق الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية (Global Geoparks Network – GGN)، والمكتب الوطني المغربي للسياحة والمجمع الشريف للفوسفاط… كما خصص فضاء بمساحة 250 متر مربع لجهات المغرب من خلال 12 رواقا تمثل الجهات الـ12 للمملكة، من أجل تقديم الثراء والتنوع الطبيعي والثقافي المجالي بالمغرب، بالإضافة إلى أروقة تعاونيات منطقة مكون من أجل تثمين منتجاتها المحلية.
ويعتبر هذا الموعد الدولي شاهدا على الالتزام المتواصل اتجاه حماية التراث البيئي والثقافي العالمي. ويشكل فرصة فريدة للاحتفاء بمنجزات جيوبارك مكون في مجال التنمية السياحية وحماية التنوع الإحيائي والجيولوجي لهذه الجهة الاستثنائية. ويأتي هذا المؤتمر أيضا ليعزز الروابط بين المنتزهات الجيوليوجية عبر العالم أجمع، مشجعا على النهوض بالتعاون من أجل حماية كوكبنا والحفاظ عليه لصالح الأجيال القادمة.
وتعد المنتزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو مناطق جغرافية فريدة وموحدة تضم مواقع ومناظر طبيعية ذات أهمية جيولوجية عالمية، والتي يتم تدبيرها وفق مفهوم شامل للحماية والتعليم والتنمية المستدامة وفق نهج يجمع بين المحافظة والتنمية المستدامة مع إشراك المجتمعات المحلية.
وبدأ عمل اليونسكو على المنتزهات الجيولوجية في عامي 2001 و 2004. وشكل 17 منتزه جيولوجي أوروبي و 8 منتزهات جيولوجية صينية مجتمعة في مقر اليونسكو بباريس “شبكة للمنتزهات الجيولوجية العالمية”، حيث تساهم مبادرات التراث الجيولوجي الوطنية وتستفيد من عضويتها في شبكة عالمية للتبادل والتعاون. وفي 17 من نونبر 2015، صادقت الدول الأعضاء في اليونسكو، والتي يبلغ عددها 195 دولة، خلال الدورة 38 للمؤتمر العام للمنظمة على إنشاء المنتزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو كعلامة جديدة، مما يدل على إدراك الحكومات بأهمية إدارة المواقع والمناظر الجيولوجية المتميزة بشكل شامل.
