مئات القتلى والجرحى في غزة بعد نهاية الهدنة

يتواصل منذ صباح الجمعة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، موقعا مزيدا من القتلى والجرحى، بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بين حركة حماس وإسرائيل التي توعدت مجددا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء اليوم، استشهاد 178 وإصابة 589 آخرين في الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ انتهاء الهدنة اليوم.

وقال صحافيون في وكالة فرانس برس إن الجرحى يتدفقون على المستشفيات المكتظة، بينما يقوم السكان بالتبرع بدمائهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف “أكثر من 200 هدف إرهابي” في القطاع.

وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وإسرائيل في 24 نونبر المنصرم.

ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين، حسبما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس في القطاع المحاصر.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو حماس، صباح الجمعة، “بانتهاك الاتفاق” وبـ”إطلاق صواريخ” باتجاه الدولة العبرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “استأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة”، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع. وقال الجيش إنه اعترض بنجاح صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبل ساعة تقريبا من انتهاء الهدنة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن عملية الإطلاق تلك.

مناطق “الإخلاء”

ونشر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، خريطة لما أسماها “مناطق الإخلاء” في قطاع غزة التي يفترض بسكان القطاع إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.

وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من “إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر”.

وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة، الجمعة، تحذّر من أن الجيش سيبدأ “هجومًا عسكريًا ساحقًا على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة حماس الإرهابية”.

وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري.

ونددت السلطة الفلسطينية، على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ما وصفته بـ”استمرار جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية”.

جهود للهدنة

رغم استئناف القتال، أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان الجمعة، أن “المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة”، داعية “الأسرة الدولية إلى سرعة التحرك لوقف القتال”.

كما أكد البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: “نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة”. وأضاف: “لم تقدّم حماس حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن من شأنها أن تسمح بتمديد الهدنة”.

وكانت حماس أبدت استعدادها، الخميس، لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “أسفه العميق” لاستئناف القتال، معربا عن أمله “بالتمكن من تجديد الهدنة. استئناف العمليات العسكرية يظهر أهمية التوصل إلى وقف إنساني فعلي لإطلاق النار”.

وخلال زيارته إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث التقى على التوالي رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شدد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل “موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء” في حال استئناف المعارك.

وتم الالتزام بالهدنة لمدة سبعة أيام بعد سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.

وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وتوعّدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وأوقع القصف المكثف على غزة، الذي ترافق اعتبارا من 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، قرابة 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون، بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.

ويقدّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص الذين احتجزوا واقتيدوا رهائن إلى قطاع غزة في هجوم السابع من أكتوبر بنحو 240.

وأتاحت الهدنة إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.

كما أتاحت دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.

“بكل شراسة”

وسمح اتفاق الهدنة كذلك بزيادة كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة الذي يعاني سكانه البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة من نقص كبير في المواد الغذائية والأساسية.

لكن الحاجات تبقى كبيرة جدا في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي بحري وجوي بري منذ العام 2007 عندما تسلمت حركة حماس السلطة فيه. وشدّدت الدولة العبرية هذا الحصار منذ التاسع من أكتوبر.

وتفيد الأمم المتحدة بأن 1,7 مليون من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب، فيما تضررت نصف الوحدات السكنية أو دمرت.

وفر مئات الآلاف من شمال القطاع الذي تعرّض لدمار هائل جنوبا.

لكن في خان يونس في جنوب قطاع غزة التي تعرضت لقصف عنيف، الجمعة، قال أنس أبو دقة: “تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها”.

وأوضح بعدما سارع إلى مستشفى ناصر: “عندنا تقريبًا سبع إصابات، ومنازلنا دمرت بكاملها”، مضيفا: “عادت الحرب بكل شراسة”.

في إسرائيل، أعلنت السلطات حظر فتح المدارس إن لم يتوفر فيها ملجأ موافق للمعايير.

ورأى إسرائيليون في تل أبيب تحدثت معهم فرانس برس أن عودة القتال أمر لا مفر منه.

وقال عوفير دارداري (39 عاما): “طالما أن حماس موجودة، يجب أن نواصل القتال”.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى