أماني سكان “إزيوم” الأوكرانية تقتصر على السلام والطمأنينة في سنة 2024

أماني سكان "إزيوم" الأوكرانية تقتصر على السلام والطمأنينة في سنة 2024
حجم الخط:

في منطقة إزيوم الواقعة شرق أوكرانيا، التي دمّرتها الحرب المتواصلة مع روسيا، يبدي السكان الذين مازالوا مقيمين على مسافة قريبة من خطوط التماس أملهم في انتهاء النزاع.

في البلدة الواقعة بين خاركيف التي تسيطر عليها أوكرانيا وسيفيرودونيتسك التي تحتلها روسيا يجول فولوديمير متأمّلاً مشهد الدمار: مبان مهدّمة ونوافذ محطّمة وحطام متكدّس.

وكان الجيش الروسي سيطر على إيزيوم أواخر مارس 2022، قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في سبتمبر 2022 بعد انسحاب الروس من هذه المنطقة شرق أوكرانيا.

وقال فولوديمير (41 عاما) لفرانس برس، مفضّلا إبقاء كنيته طيّ الكتمان على غرار آخرين تحدثت إليهم الوكالة: “أعتقد أن الجميع لديهم الأمل نفسه للعام 2024، وهو أن نحقق النصر سريعاً وتنتهي الحرب”، مضيفاً: “يتمثّل أبرز أمل لدينا في أن يعمّ السلام والطمأنينة”.

ورغم انسحاب القوات الروسية من المنطقة، حصدت الحرب العديد من أفراد عائلة فولوديمير خلال العامين الماضيين، وأوضح بأسف: “لقد قُتل أخي وزوجته وعمتي”، مضيفاً: “خسرنا كل أفراد العائلة تقريباً”؛ وتوفيت والدته التي “لم تتحمّل” اجتياح الروس المدينة في نهاية مارس 2022، في حين “تدهورت” صحة والده، على حدّ قوله.

وعادت الحياة إلى طبيعتها بصورة تدريجية خلال الأشهر الأخيرة، مع أنّ الظروف المعيشية مازالت بالغة الصعوبة، والقتال متواصل على بعد حوالي 60 كيلومتراً من البلدة.

وخلال الشتاء، عاد سبعة آلاف شخص إلى إزيوم التي باتت تضم 25 ألف نسمة، بحسب السلطات المحلية، أي تقريبا نصف عدد سكانها قبل الحرب.

وأعربت أناستاسيا، وهي أم تبلغ 26 عاماً كانت تتنزه برفقة نجلها الصغير في المدينة، عن سعادتها بمعاودة رؤية “عدد كبير من الأشخاص” في المنطقة التي عانت النزوح في الأشهر الأولى من الحرب، وقالت: “لم نعد وحدنا في المتنزه”، مضيفة: “باتت المدينة حيّة أكثر رغم ما تعيشه”.

أما جبهات القتال فتشهد وضعاً محتدماً، بعدما فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف في الصيف. وعاودت القوات الروسية شنّ هجماتها وزادت من الضربات الدامية على مناطق عدة.

ويقول اندري، وهو جندي متطوع يبلغ 62 عاماً: “ثمة بصيص أمل، ونحن واثقون بأننا سننتصر”، مضيفاً: “لكنّ كل شيء معقّد… خصوصاً خلال المرحلة الأخيرة”.