مع انخفاض درجات الحرارة وتهاطل الأمطار، تواجه مدينة جرسيف تحديات إيواء وحماية الأشخاص بدون مأوى والفئات الهشة، وسط تساؤلات حول فعالية بعض التدخلات الاجتماعية.
وتقوم السلطات المحلية بحملات ميدانية لجمع الأشخاص في وضعية الشارع ونقلهم إلى مراكز الإيواء، بتنسيق مع شركاء وفاعلين اجتماعيين، في إطار برامج ترعاها الدولة.
لكن، يكشف تتبع هذه الحملات، إلى جانب معطيات من مصادر محلية، عن تباين في طرق التدخل، ما يثير علامات استفهام حول مدى نجاعة بعض الأدوار والالتزام بالبعد الإنساني.
شهدت إحدى الحالات تأخرًا في استجابة إحدى المؤسسات المعنية، حيث أبلغ مواطن عن سيدة في وضعية صعبة، إلا أن التدخل الفوري لم يتم.
تدخلت السلطات المحلية في النهاية، مما أعاد النقاش حول دورها كضامن لحماية المواطنين، لكن التساؤلات استمرت حول تفعيل آليات التدخل الاجتماعي ومدى وجود مساطر واضحة للتعامل مع الحالات الاستعجالية.
أعربت مصادر محلية عن ملاحظات بخصوص بعض الحملات، مشيرة إلى تركيز على التوثيق والتصوير، مقابل تأخر في التدخل الميداني في بعض الحالات الفردية.
يطرح هذا الوضع تساؤلات حول تحقيق الغاية من هذه المؤسسات والبرامج، وهل تخضع تدخلاتها للتتبع والتقييم لضمان المساءلة.
إن حماية الأشخاص بدون مأوى تتطلب جاهزية مستمرة، وسرعة تدخل، وتنسيقًا فعالًا، بعيدًا عن منطق المناسبات.
هذه الحالات تدعو إلى تقييم شفاف لمنظومة التدخل الاجتماعي، بهدف تصحيح الاختلالات وتحسين الأداء، والحفاظ على كرامة الإنسان.
