يشهد إقليم بوجدور تحولًا ملحوظًا نحو قطب فلاحي واعد في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بفضل تنفيذ مشاريع هيدرو-فلاحية طموحة تهدف إلى تطبيق نموذج الفلاحة المستدامة في المناطق الصحراوية.
وتهدف هذه المشاريع، التي تندرج ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية واستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، إلى استغلال الموارد المائية بكفاءة، وتعزيز إنتاج الحليب والخضروات والأعلاف الحيوانية، مما يسهم في تحسين دخل الفلاحين بشكل مستدام.
في كلتة زمور، يُجسد مشروع التهيئة الهيدرو-فلاحية لأودية تيوس، الممتد على مساحة 1304 هكتارات، هذا الطموح، حيث يغطي الشطر الأول منه 470 هكتارًا، منها 250 هكتارًا مخصصة لإنتاج الذرة العلفية، باستثمار يبلغ 121 مليون درهم. وأكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة العيون-الساقية الحمراء، عبد الرحمن العمري، على الأهمية الاجتماعية والاقتصادية لهذا المشروع، مشيرًا إلى اعتماده على تقنيات الري بالتنقيط والطاقة الشمسية لضمان الاستدامة وتقليل التكاليف.
في الجريفية، يجري تنفيذ مشروع آخر على مساحة 1000 هكتار باستثمار 465 مليون درهم، يشمل حفر آبار وإنشاء محطات للطاقة الشمسية ومعالجة المياه، مما سيسهم في تحقيق عائدات فلاحية كبيرة، وتوفير فرص عمل، وتحسين ظروف معيشة الفلاحين. ومن المتوقع أن يشهد إقليم بوجدور توسعات إضافية في المشاريع الفلاحية، بما في ذلك دراسة لإنشاء مدار سقوي على مساحة 8000 هكتار عبر تحلية مياه البحر، مما يعكس رؤية مستدامة في خدمة التنمية الجهوية.
