عقدت جمعية عالم الصيادلة المغاربة “إم فارما” بالرباط، يوم السبت 27 شتنبر 2025، الدورة الثامنة لمؤتمرها الدولي تحت شعار “الصيدلاني والعمل الإنساني”. ناقش المشاركون الأدوار الإنسانية والطلائعية للصيدلاني داخل المجتمع، مع التركيز على تجارب بارزة مثل التدخلات خلال زلزال الحوز، وأزمة “كوفيد-19″، وإعصار دانيال في ليبيا.
كما سلطت الجلسة الرئيسية الضوء على مساهمات الصيادلة في العمل الإنساني، والتي تجاوزت صرف الأدوية لتشمل التوعية الصحية، مواكبة المرضى، دعم المتضررين في الكوارث، وحفر الآبار وتقديم المساعدات للفئات الهشة. اعتبر المتدخلون أن الصيدلاني شريك أساسي في إنجاح السياسات الصحية، منتقدين تغييبهم عن النقاشات المرتبطة بالقطاع من قبل وزارة الصحة.
وفي كلمتها الافتتاحية، أبرزت حسناء مموني، رئيسة الجمعية، “البصمة البارزة” للصيادلة في مواجهة الكوارث والأزمات، سواء في المغرب أو خارجه. أشارت إلى استمرار جهودهم في غزة رغم استهداف الكوادر الصحية، حيث قُتل 83 صيدلانياً خلال الحرب الأخيرة. من جهة أخرى، عبّرت مموني عن استياء الجمعية من تعثر الحوار مع وزارة الصحة بعد سنتين من العمل المشترك، منتقدة مشروع المرسوم الجديد حول تسعيرة الأدوية واصفة إياه بـ”المرتبك” لعدم استجابته لإكراهات القطاع.
وفي ختام المؤتمر، صدرت عدة توصيات، أبرزها مراجعة مشروع تحديد أسعار الأدوية باعتماد مقاربة تشاركية مع الصيادلة، وإحداث نموذج اقتصادي جديد يراعي استدامة الصيدليات. كما أوصى المؤتمر بتشديد الرقابة على بيع الأدوية خارج المسالك القانونية، والتعجيل بانتخابات المجالس الجهوية لهيئة الصيادلة، وتغيير القوانين المتقادمة التي تعود إلى عهد الحماية الفرنسية.