تطوان بين وعود غائبة وبرلمانيين بلا أثر

تطوان بين وعود غائبة وبرلمانيين بلا أثر
حجم الخط:

عمر الرزيني – تطوان

تمر السنوات وتبقى مدينة تطوان أسيرة نفس الأزمات. خمسة برلمانيين يمثلونها تحت قبة البرلمان، لكن حصيلة عملهم تكاد تكون منعدمة في عيون الشارع التطواني. التعليم، الصحة، التشغيل، والبنية التحتية… كلها ملفات ما تزال تنتظر من يرفع صوتها داخل المؤسسات.

فالمدينة تواجه واقعا صعبا، مدارس مكتظة وضعف في جودة التعليم، مستشفيات تفتقر للتجهيزات والأطر الطبية، شباب عاطل يفتش عن أمل في مستقبل أفضل، أحياء ناقصة التجهيز وطرقات متدهورة.ورغم كل ذلك، ظل نواب المدينة في البرلمان غائبين عن الفعل الجاد، وكأنهم اكتفوا بمقاعد بلا معنى.

في خطاب سامٍ الموجَّه للبرلمانيين، أكد جلالة الملك محمد السادس: “إن الانتداب البرلماني، بما هو تمثيل للأمة ومهمة وطنية كبرى، ليس ريعاً سياسياً. فعليكم أن تستشعروا جسامة هذه الأمانة العظمى، التي تستوجب التفاني ونكران الذات، والتحلي بروح الوطنية الصادقة والمسؤولية العالية في النهوض بمهامكم”

هذه الكلمات الملكية تجسد ما يطالب به الشارع التطواني اليوم: أن تكون النيابة أمانة ومسؤولية، لا وسيلة للوجاهة والمصالح الخاصة.

المدينة لا تحتاج لخطابات ووعود جديدة، بل إلى فعل سياسي مسؤول يترجم تطلعاتها إلى إنجازات واقعية. فالساكنة لم تعد تقبل بتكرار نفس السيناريو: حملات انتخابية صاخبة تليها سنوات من الصمت والغياب.

إن ما قاله جلالة الملك واضح وصريح: البرلمان ليس فضاءً للامتيازات، بل ساحة لخدمة الوطن والمواطن. وتطوان اليوم ترفع صوتها لتقول: كفى من الغياب والتهميش… المدينة تستحق نواباً في مستوى تاريخها وتطلعات أبنائها.