
بنسعيد: معرض الألعاب الإلكترونية يتحول إلى محطة لبناء اقتصاد رقمي مغربي
قال محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل: “إنّ بلوغ معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية دورتَه الثانية يتوج عمَلاً بدأناه قبل أربع سنوات، حين انطلقنا من مجرد فكرة؛ وهي أن يصبح المغرب قطبا قاريا وإقليمياً في صناعة الألعاب الإلكترونية، قبل أن تتطور الفكرة. اشتغلنا مع محاولة البحث عن تجارب مقارنة، واليوم نستثمر ما اشتغلنا عليه منذ نهاية سنة 2021”.
بنسعيد، الذي كان يتحدث اليوم الأربعاء بقصر الرياضات لمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خلال افتتاح ثاني دورات معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية، بحضور مسؤولين حكوميين وسفراء دول، فضلا عن مهنيي القطاع وشباب مشاركين، عدّ إطلاق الدورة الثانية من معرض “Morocco Gaming Expo” مِن “بين هذه النتائج”، مشددا على أن “هذا الحدث يتجاوز كونَه مجرد تجمّع، ليصبح محطة رئيسية في مسيرتنا نحو بناء اقتصاد رقمي متطور، عنوانه الإبداع والابتكار، وتشجيع الكفاءات والطاقات الشابة المغربية”.
كما أشار الوزير في معرض حديثه إلى أن “صناعة الألعاب الإلكترونية تحيلنا على إمكانية استغلال ما يمتلكه المغرب من تراث ثقافي غني ومتنوع، يمكن أن يكون مصدر إلهام لمطوّري الألعاب الإلكترونية، عبر القصص التاريخية والأساطير الشعبية إلى الفنون المعمارية والموسيقى التقليدية؛ فيما يمكن دمج هذه العناصر لإنشاء ألعاب فريدة تعكس الهوية المغربية وتجذب اهتماماً عالمياً”.
وخلص المتحدث إلى أن “معرض صناعة الألعاب الإلكترونية هو فرصة هامة لجمع كل هذه العناصر معاً: المواهب، والفرص، والبنية التحتية، والدعم الحكومي، والمحتوى الثقافي”.
وبوصفه المسؤول الأول عن وزارة الشباب الثقافة والتواصل في الحكومة الحالية قال بنسعيد: “ندعو كل الحضور، من مُطورين ورواد أعمال ومستثمرين وخبراء، إلى استثمار هذه المنصة لتبادل المعرفة، وعقد الشراكات، واستكشاف آفاق جديدة للنمو”، وألحّ على فكرة أن “المغرب قادر على أن يصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستويين الإقليمي والدولي، بفضل رؤية ملكية سامية، تشجع الانفتاح على الصناعات الكبرى”، وزاد: “دورنا هو العمل بشكل جماعي لتحقيق هذه الرؤية، ولنصنع مستقبلاً رقمياً مشرقاً لبلادنا محوره الشباب”.
“أسرع الصناعات نموا”
أضاف وزير الشباب والثقافة والتواصل، ضمن كلمته بالمناسبة، أن “صناعة الألعاب الإلكترونية، اليوم، قطاعٌ عملاق، ينمو بوتيرة سريعة،” مستحضرا أنه بات “من أسرع الصناعات نمواً في العالم”.
واستدل المسؤول الحكومي ذاته بأرقام حديثة تتوقع أن “يصل حجم سوق صناعة الألعاب الإلكترونية عالميًا إلى حوالي 300 مليار دولار أمريكي، مع توقع وصوله إلى 535.29 مليار دولار بحلول عام 2033”.
“إن ما يميز هذه الصناعة ليس فقط حجمها الهائل، بل تنوعها أيضاً”، يورد بنسعيد في نبرة تأكيد أمام المشاركين في المعرض، قبل أن يسترسل: “الألعاب المتواجدة بالهواتف الذكية وحدها تمثل ما يقرب من 49 في المائة من إجمالي الأرباح العالمية، محققة حوالي 92.6 مليار دولار، مع توقعات بنموها المتواصل”، وواصل: “كما أن ألعاب الحاسوب وأجهزة الألعاب (consoles) مازالت تستحوذ على حصة كبيرة، وتشهد ابتكارات مستمرة”.
ووفق الوزير الوصي على القطاع المنظِّم للمعرض فإن “هذا النمو العالمي يضع أمام المغرب فرصاً استثنائية يجب استغلالها”، وقال: “لقد أدركت المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأهمية الإستراتيجية للتحول الرقمي، وجعلت منه ركيزة أساسية في ‘المغرب الرقمي 2030’. هذه الإستراتيجية الطموحة تهدف إلى تسريع التحول الرقمي في جميع القطاعات، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وتطوير الكفاءات الرقمية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال”.
“طاقات شبابية بشغف كبير”
في سياق متصل أشاد بنسعيد بـ”إمكانيات هائلة يمكن للمغرب أن يستثمر من خلالها عددًا من الفرص بفضل طاقات شبابية هائلة، تتمتع بشغف كبير بالتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية”، ولفت إلى أن “توجيه هذه الطاقات نحو تطوير الألعاب، وتقديم برامج تكوينية متخصصة في تصميم الألعاب، والبرمجة، والفنون الرقمية، سيمكننا من بناء جيل جديد من المطورين والمبدعين المغاربة القادرين على المنافسة عالمياً”.
وأمام الحاضرين أكد الوزير أن “المغرب بدأ بالفعل في هذا الاتجاه، فيما لا يقتصر الطموح على السوق الوطنية فقط، بل يمتد إلى المنطقة الإقليمية؛ ذلك أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) تعد من أسرع أسواق الألعاب نمواً في العالم”.
وتابع المتحدث: “اشتغلنا على تطوير هذه الصناعة. لدينا شراكة مع واحدة من أفضل المدارس عالميا، وهي ‘ISART’، لتكوين مصممين ومبدعين في هذا المجال، بل حتى هيكلة قطاع التواصل أصبحت اليوم تشتغل وفق هذا المنطق، وتضم مديرية خاصة بصناعة الألعاب الإلكترونية”.
“في هذا الصدد لا بد من التأكيد على الدور الإيجابي الذي لعبه الشركاء الحكوميون في مواكبتنا عبر توفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمار موازاة مع إحداث (Rabat Gaming City)، لتكون منصة للابتكار وتوفير شروط مناسبة للشركات الوطنية والدولية. كما أن هناك شراكات مغربية فرنسية لإطلاق برامج لشركات ناشئة في قطاع الألعاب”، يورد وزير الشباب.