
الولادات العسيرة وحمل الأثقال أحد أسباب هبوط الرحم
يعتبر هبوط الرحم، أحد أهم الأمراض التي تتعرض لها المرأة، وهو ما تطلق عليه النساء المغربيات بـ”طايحة ليا الوالدة”.
تتسبب هذه المشكلة الصحية في مضاعفات صحية، وفي تغير الحالة النفسية للمرأة، بالنظر إلى أنها تتسبب لها في حرج خلال المعاشرة الزوجية، ناهيك عن قلقها مما يحدث من تغيرات على أعضائها التناسلية، التي تكتسي حساسية وأهمية في جسم المرأة.
ولتقديم تفاصيل حول هذا الموضوع، نظم الدكتور عبد الفتاح التادلاوي، متخصص في الجراحة العامة والدكتور مصطفى المشرقي، اختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية، لقاء تحسيسيا، حضرته مجموعة من النساء، الأربعاء الماضي، في أحد الفنادق بالدارالبيضاء، بغرض رفع وعيهن الصحي بكيفية تفادي “نزول الرحم”، وتعريفهن بأسباب ذلك، وطرق علاج هذا المرض وأعراضه.
وكشف العرض، الذي تخلل اللقاء، أن هبوط الرحم، حالة تتعرض لها المرأة عند حدوث ارتخاء في الأربطة المحيطة للرحم، وضعف في عضلات الحوض، وارتخاء في أنسجة المهبل ما يؤدي إلى هبوط الرحم.
وتختلف درجات الهبوط إلى أربع درجات، الأولى يصل فيها نزول عنق الرحم، دون أن يصل عند نهاية المهبل، بينما الدرجة الرابعة، يصل خروج الرحم خارج فتحة المهبل تماما، وقد يخرج الرحم بأكمله خارج المهبل.
وكشف اللقاء التحسيسي، أن ظروف الولادة الأولى للمرأة تكون ذات أهمية كبيرة لوقايتها من نزول الرحم، سيما عند الوضع بطريقة عادية، إذ تشكل “الزحمة” لمساعدة الجنين على الخروج، في التأثير على أربطة الرحم، إلا أن الطبيبان ذكرا مجموعة من الأسباب منها، الولادة المتعثرة أو ولادة جنين من وزن كبير.
ووصول المرأة إلى سن النضج وانقطاع الطمث، تقل هرمونات المبيض، ما يؤدي إلى ضعف الأنسجة.
أما العوامل المساعدة للهبوط، فمنها السعال المزمن، ورفع الأشياء الثقيلة، والإصابة بالإمساك.
ومن أعراض هذه الحالة المرضية، شعور المرأة بما يشبه ورم خارج من المهبل، وكذلك رؤية جدار المهبل الأمامي أو الخلفي وقد خرج من فتحة المهبل، الشعور بآلام في الأسفل، والتعرض لسلس بول جهدي أو إلحاحي أو الاثنين معا.
وأوضح العرض الذي تخلل اللقاء، أن التدخل الجراحي، يفيد كثيرا في علاج هذه الحالة المرضية، إلا أنه يستلزم خبرة وتدريب في المجال، علما أنه من الأفضل تنفيذ العملية الجراحية بحضور طبيبين متخصصين في الجراحة العامة، أو طبيب اختصاصي في أمراض التوليد والنساء، وفي وجراحة المسالك البولية.
ويرتكز العلاج الجراحي الحديث على استخدام مواقع الأربطة الطبيعية بحيث يعاد الرحم، كما يجري زرع الشبكة تحت جدار المهبل وإبقاء الرحم في مكانه، وهو ما يشبه الشبكة المستعملة لعلاج الفتق.
ويتيح علاج المرأة من حالة هبوط الرحم الاحتفاظ برحمها إن كان سليما، وتمارس حياتها الطبيعية، كما أن العملية تتيح تخليص المرأة من نزول البول اللاإرادي تماما.