شرع مزارعون فرنسيون وإسبان، منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الاثنين، في سد ثمانية معابر طرقية على الحدود بين البلدين، تحديدا من منطقة الباسك غربا إلى كاتالونيا شرقا، وذلك في سياق خطوة احتجاجية جديدة لتعطيل المعابر الحدودية في وجه الشاحنات المحملة بالصادرات، خصوصا المغربية منها، قبل أيام قليلة من الانتخابات الأوروبية، سعيا منهم للتأثير في العملية الانتخابية وتحصيل مكاسب ودعم مالي، خاصة في مجال الطاقة.
وأفاد رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، بأن الخطوة الاحتجاجية الجديدة تجاوزت كل ما هو نقابي واجتماعي إلى التأثير السياسي، موضحا أن عددا من التنسيقيات الفلاحية تستغل ملف الصادرات من أجل تحقيق مكاسب سياسية ومادية، والضغط على المسار الانتخابي الأوروبي، مشددا على أن الكونفدرالية تتابع الوضع بدقة، وتستفسر المهنيين المغاربة بشكل متواصل للتفاعل مع أي مستجد أو طارئ بهذا الخصوص، مستبعدا تكرار سيناريو أعمال التخريب وإفراغ الشاحنات المغربية من محتوياتها.
وأضاف بنعلي، في تصريح لجريدة النهار، أن الكونفدرالية الممثلة للفلاحين والمصدرين المغاربة ما زالت تتابع الملفات القانونية في المحاكم الإسبانية ضد مزارعين إسبان بسبب أعمال تخريبية تعرضت لها شاحنات مغربية، موضحا أنه منذ اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدين لم يتم تسجيل أي حالة اعتراض أو تخريب للشاحنات المنطلقة من المملكة، مشددا على أن الحديث عن تضرر الصادرات أو الإنتاج الفلاحي في فرنسا وإسبانيا بسبب المنتوجات المغربية، يظل مجانبا للصواب، باعتبار أن السوقين المذكورتين كبيرتان بما يكفي لاحتواء الإنتاج المحلي والأجنبي أيضا.
وتوقعت مصادر مهنية أن يؤثر الاحتجاج الجديد بشكل كبير على حركة السير على المحاور الرئيسية عند الحدود بين فرنسا وإسبانيا والمناطق المحيطة، خصوصا في منطقة “بيرينيه” الشرقية حيث أغلق الطريق السريع “أ-9” من الجانب الفرنسي باتجاه الجارة الإسبانية منذ ساعات الصباح الأولى، مع منع الشاحنات الثقيلة من الوصول إلى شبكة الطرقات الثانوية خلال التوقيت ذاته، نقلا عن السلطات المحلية الفرنسية، التي نصحت بتأجيل أي رحلة باتجاه إسبانيا والمنطقة الحدودية، مشيرة في السياق ذاته إلى أن حركة السير في منطقة “بيرينيه” الأطلسية تأثرت أيضا، خصوصا على الطريق السريع “أ- 63″، بسبب الحركة الاحتجاجية الجديدة.
وأكد عامر زغينو، رئيس الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات، في تصريح لجريدة النهار، متابعة الجمعية لتنقلات المهنيين بشكل دقيق، حيث تتلقى المعطيات بسرعة انطلاقا من مجموعات مهنية على تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، لغاية التفاعل والتدخل السريع في حال وقوع أي حادث، منبها إلى أن المهنيين المغاربة استخلصوا دروسا من الاحتجاجات السابقة، وأصبحوا حذرين في تنقلاتهم بإسبانيا وفرنسا، على أساس إخطار السلطات في حالة تعرض شاحناتهم لأي خطر تخريبي.
وتنطلق التعبئة الاجتماعية الجديدة للمزارعين الإسبان والفرنسيين من مطالب موحدة بموارد طاقة أقل كلفة، واحترام البنود التي تفرض تطبيق المعايير البيئية نفسها على المزارعين في الدول الأوروبية وغير الأوروبية، فيما تمسكت بعدم ارتباطها المباشر بدعوة من النقابات الزراعية التقليدية.
