Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

“بودكاست هبة” يستضيف سفير جزر القمر.. رؤى جديدة لتعزيز التعاون الثنائي بين الرباط وموروني

النهار المغربية – أحمد صبار

استضاف موقع “النهار المغربية” في حلقته الجديدة من برنامج “ بودكاست هبة” سفير جمهورية جزر القمر الاتحادية بالمغرب، يحيى محمد إلياس، في حوار سياسي ودبلوماسي عميق تناول واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق الارتقاء بها إلى مستويات أعلى، في سياق إقليمي ودولي يعرف تحولات متسارعة.

في مستهل الحلقة، توقف السفير عند مستوى العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية جزر القمر، مؤكدًا أنها علاقات تتجاوز الطابع الدبلوماسي التقليدي نحو شراكة استراتيجية تقوم على الثقة والتقارب السياسي والرؤية الموحدة تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها دعم جزر القمر المتواصل للوحدة الترابية للمغرب.

وأشار، معرض كلامه، إلى أن المرحلة الحالية تشهد دينامية متجددة نتيجة التوجيهات السامية للقيادة في البلدين، ما يجعل من التعاون الثنائي نموذجًا للتضامن الإفريقي ولروح الشراكة جنوب–جنوب التي يدافع عنها المغرب في سياساته الخارجية.

أوضح السفير، حول الأولويات المشتركة، أن بلاده تتطلع إلى توسيع مجالات التعاون مع المغرب في عدة قطاعات، أبرزها التدريب وبناء القدرات، الأمن، الفلاحة، الصيد البحري، السياحة، التعليم، والاستثمار.

كما أكد أن المرحلة الحالية تتطلب مضاعفة التنسيق في الملفات الاقتصادية والإنمائية، خصوصًا في ظل رغبة موروني في الاستفادة من التجربة المغربية في الحكامة الترابية والإدارة الرقمية والبرامج الاجتماعية.

شكل الجانب الاقتصادي محورًا رئيسيًا في الحوار، إذ شدد السفير على أن جزر القمر تعمل اليوم على تحسين مناخ الأعمال عبر تبسيط المساطر الإدارية، وتوفير تحفيزات ضريبية وجبائية للمستثمرين، وفتح قطاعات جديدة أمام الشركاء، خاصة، السياحة والضيافة، الطاقات المتجددة، الصيد البحري وتثمين الموارد البحرية، الفلاحة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.

وأشار السفير إلى أن المستثمر المغربي يمتلك كل المقومات للاستفادة من هذه الفرص، بالنظر إلى حضور المغرب القوي في القارة الإفريقية وخبرة مقاولاته في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى.

أكد السفير في ما يخص الجانب الثقافي والتعليمي، أن العلاقات بين البلدين تشهد نشاطًا متصاعدًا من خلال منح جامعية مغربية للطلبة القمريين، وبرامج تبادل ثقافي، إضافة إلى الأنشطة التي تنظمها سفارة جزر القمر لتعريف الجمهور المغربي بالتراث القمري الغني، مشددا على الدور المتنامي للدبلوماسية الثقافية في تعزيز التقارب بين الشعوب، معتبرًا أن الثقافة تشكل جسرًا أساسيًا للدبلوماسية الحديثة، خاصة في ظل تشابه القيم الاجتماعية والدينية بين الشعبين.

وتوقف السفير عند قضية الهجرة باعتبارها موضوعًا حساسًا يتطلب رؤية متوازنة، مشددًا على ضرورة تنظيم الهجرة وتعزيز الاندماج الاجتماعي للجالية القمرية المقيمة بالمغرب، موضحا أن التعاون بين المصالح القنصلية القمرية والسلطات المغربية يسير بشكل جيد، وأن العمل جارٍ من أجل تطوير برامج مواكبة للجالية، خاصة الطلبة، في مجالات التعليم، التكوين، والصحة.

وفي محور السياسة الإقليمية والدولية، نوّه السفير بالتطابق الكبير في المواقف بين الرباط وموروني داخل الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، وأشار إلى أن البلدين يعملان على تقوية حضور إفريقيا في الساحة الدولية، خاصة في القضايا المرتبطة بالأمن البحري، التنمية المستدامة، والتعاون جنوب–جنوب.

في ختام البودكاست، قدم السفير رؤية مستقبلية متفائلة للعلاقات المغربية–القمرية، مؤكّدًا أن السنوات المقبلة ستكون مرحلة ترسيخ شراكة اقتصادية قوية، وتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي، وتوسيع التنسيق الدبلوماسي، إضافة إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون في التكنولوجيا، الطاقة، والتعليم العالي وعدد من المجالات التي تم توقيع اتفاقيات شراكة بمدينة الداخلة جنوب المملكة المغربية.

وختم السفير بأن المغرب شريك استراتيجي لبلاده، وأن موروني تراهن على هذا التعاون لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية، فيما يرى المغرب في جزر القمر بلدًا صديقًا وحليفًا موثوقًا في المحيط الهندي والقارة الإفريقية.

Exit mobile version