النهار المغربية
في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، جسّد أبناء منطقة الساحل أسمى معاني التلاحم والوفاء لذاكرتهم التاريخية المجيدة، حيث اختُتمت مساء الخميس 6 نونبر الجاري بمركز جماعة أربعاء الساحل بإقليم تيزنيت فعاليات الاحتفال الكبير بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
كانت الأمسية لحظة فنية ووطنية مميزة ارتقت إلى مستوى المناسبة الغالية التي يحتفي بها المغاربة من طنجة إلى الكويرة، بل وحتى في ربوع العالم حيث يقيم أبناء الوطن.
تألقت أيقونة الفن الأمازيغي فاطمة شاهو تبعمرانت بإطلالة تقليدية رائعة، مرتدية زياً أمازيغياً أحمر يزدان بالحلي الفضية والمرجان، في لوحة بصرية تختزل عبق التراث المغربي الأصيل. وقد أتحفت الجمهور بمجموعة من أشهر أغانيها الخالدة التي تفاعل معها الحاضرون بحماس كبير وأصوات ترددها بروح وطنية عالية.
كما أبدعت مجموعة أجيال سوس في تقديم فقرات موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد، بينما أضفت فرقة أحواش آيت بعمران لمستها الفنية المميزة من خلال رقصات تراثية ألهبت حماس الجماهير.
وشهدت الأمسية لحظة مؤثرة بتكريم عدد من أبناء المنطقة المشاركين في ملحمة المسيرة الخضراء، حيث تم استحضار بطولاتهم واسترجاع صفحات مشرقة من تاريخ الوطن، في رسالة تؤكد أهمية حفظ الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال القادمة.
وقد حضر هذا الحفل البهيج عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس جماعة تيزنيت عبد الله غازي، ورئيس جماعة إنزكان رشيد المعيفي ونائبته رشيدة بوهيا، إلى جانب رئيس جماعة أربعاء الساحل، وعدد من المنتخبين والفاعلين الجمعويين.
الحضور الجماهيري فاق كل التوقعات، إذ امتلأت الساحة بالحشود التي تفاعلت مع فقرات السهرة بحب وانتماء صادقين، واستمرت الأجواء الاحتفالية إلى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، على أنغام تبعمرانت التي وحدت القلوب وألهبت المشاعر في ليلة وطنية خالدة.
وفي تصريح لها بالمناسبة، أكدت البرلمانية والمحامية زينة ايدحلي، منظمة الأمسية، أن هذا الحدث يشكل لحظة اعتزاز جماعي بملحمة خالدة صنعت مجد المغرب ووحدت أبناءه تحت راية الوطن، مضيفة أن تنظيم هذه التظاهرة جاء تعبيرًا عن الوفاء للملك الراحل الحسن الثاني، وتجديدًا للعهد والولاء للملك محمد السادس.
وختمت حديثها بقولها: «ما أجمل أن نرى أبناء أربعاء الساحل والمغاربة جميعًا يوحدهم الحب والفخر والانتماء لهذا الوطن العزيز».
