نظمت النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين بالقطاع الخاص، يوم الجمعة، مائدة مستديرة حول “مستقبل المغرب ودور الهندسة فيه”، بمشاركة نخبة من المهندسين المعماريين والخبراء، إلى جانب ممثلين عن هيئة المهندسين المعماريين وعدد من الفاعلين في القطاع.
افتتح المهندس حسن المنجرة السعدي، رئيس النقابة ورئيس الاتحاد الوطني للمهن الحرة، اللقاء مؤكداً أن النقاش يشكّل محطة أساسية لتسليط الضوء على الإشكالات التي تواجه المهنة، سواء على مستوى الممارسة اليومية أو الجوانب التقنية.
وأوضح المنجرة السعدي أن المهندسين المعماريين يعملون ضمن تعاونيات مهنية تهدف إلى رفع جودة الخدمات، غير أن تأخر دفع المستحقات المالية يمثل عقبة رئيسية تهدد استقرار المكاتب الهندسية وجودة المشاريع. ودعا إلى وضع آلية قانونية واضحة لضمان الأداء العادل في آجاله.
بدوره، أكد المهندس علي جسوس، نائب رئيس النقابة، أن القوانين المنظمة للمهنة لم تُحدَّث منذ 1952 و1980، بينما تغيرت المعايير والممارسات بشكل كبير، داعياً الحكومة والبرلمان إلى إطلاق ورش إصلاح تشريعي عاجل لضمان الإنصاف والجودة المهنية.
وأشار جسوس إلى أن المغرب يضم أكثر من 25 ألف مهندس في مختلف التخصصات، منهم آلاف المعماريين، إلا أن توزيع المشاريع يفتقر إلى العدالة، وتسعيرة الخدمات لا تُحترم، ما يؤدي إلى منافسة غير عادلة (دومبينغ) ويضر بالمهنة والسوق.
كما تناول النقاش إشكالية “الشباك الوحيد” للتعمير، حيث كشف كريم السباعي، رئيس المجلس الجهوي للجهة الوسطى، عن استقالات لمسؤولين رئيسيين احتجاجاً على غياب الشفافية وتدخل بعض المنتخبين، ما يمثل انتكاسة لمبدأ الحكامة الجيدة ويهدد مسار الإصلاح في القطاع.
وفيما يخص تكوين المهندسين الشباب، أشار المتدخلون إلى ضعف التدريب العملي بعد إلغاء إلزاميته، وظهور ظاهرة “التوقيع الصوري” على المشاريع دون متابعة ميدانية، داعين إلى إعادة فرض التدريب وتعزيز ثقافة المسؤولية المهنية.
واقترح جسوس إجراءات قصيرة ومتوسطة المدى، منها فرض رسوم إضافية على المهندسين الذين يودعون عدداً كبيراً من الملفات، ودعم الصندوق الاجتماعي للمهنة، إضافة إلى تبسيط مساطر التراخيص للمشاريع الصغيرة وضمان شفافية المسابقات المعمارية وتعويض المشاركين فيها.
في ختام اللقاء، شدد المشاركون على ضرورة تعبئة جميع الأطراف داخل المهنة لإصلاح شامل يضمن حماية المهندس، وتطوير التشريعات، وتوزيع المشاريع بعدالة، بما يعيد الاعتبار للهندسة المعمارية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة في المغرب.
