Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

بروكسيل.. مستشفى يطرد مريضة من أصل مغربي تنزف بعد رفضها الحديث بالفلامانية

بروكسيل.. مستشفى يطرد مريضة من أصل مغربي تنزف بعد رفضها الحديث بالفلامانية

فجّرت حادثة مؤلمة في العاصمة البلجيكية بروكسل موجة من الغضب بعد أن تعرّضت سيدة بلجيكية من أصل مغربي لمعاملة عنصرية قاسية أثناء فقدانها حملها داخل مستشفى UZ Jette، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً حول التمييز في الرعاية الصحية داخل البلاد.

وفي تفاصيل الحادث، التي وقعت ليلة 13 إلى 14 أكتوبر، توجهت السيدة إلى المستشفى وهي تعاني من إجهاض تلقائي حاد مصحوب بنزيف حاد وحالة هلع، غير أن الطبيب المناوب سألها أولاً عمّا إذا كانت تتحدث الفلامانية. وبعد أن أجابت بالنفي، اكتفى بقياس ضغطها ومنحها مسكّناً للألم، قبل أن يصدر قراراً بإخراجها من المستشفى دون فحص طبي شامل.

وحين حاولت المريضة الاعتراض والمطالبة بحقها في العلاج، استدعى الطبيب عناصر الأمن والشرطة، مدعياً أنها “ليست حاملاً”، ليقوموا بطردها قسراً وتركها تنزف على الرصيف. وحين تدخلت سيدة مارة لمحاولة مساعدتها، قامت الشرطة باعتقال الضحية نفسها، ونقلتها إلى مركز الشرطة حيث تعرّضت للإهانة اللفظية والمعاملة الحاطة بالكرامة، إذ قيل لها: “اصمتي أيتها الكلبة النجسة”، قبل أن تُجبر على تنظيف دمائها بنفسها داخل الزنزانة.

ولم يتم نقلها إلى مستشفى Saint-Rémy إلا بعد تبديل نوبة العمل وتدخل شرطية أخرى، حيث تأكد الأطباء من تعرضها لإجهاض تلقائي، ما أثبت الإهمال الجسيم الذي تعرضت له.

وفي تعليقها على الحادث، اعتبرت محاميتها سلمى بن خليفة أن ما جرى “ليس حالة معزولة، بل جزء من تاريخ طويل من العنصرية الطبية”، مشيرة إلى استمرار ما يُعرف بـ”متلازمة البحر الأبيض المتوسط”، وهي فكرة نمطية سائدة في بعض الأوساط الطبية تزعم أن المرضى من أصول مغاربية أو إفريقية “يبالغون في وصف آلامهم”، مما يؤدي إلى تجاهل شكاواهم وتأخر علاجهم.

من جهته، كشف مركز Unia البلجيكي لمكافحة التمييز أنه يتلقى سنوياً نحو 30 بلاغاً عن حالات تمييز في الرعاية الصحية، مؤكداً أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، وأن “ما يُسجَّل لا يمثل سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد”، داعياً إلى إدراج التكوين متعدد الثقافات في تدريب الأطباء وتعزيز الرقابة على الممارسات الطبية.

وتعيد هذه الحادثة المؤسفة فتح النقاش حول جذور العنصرية في الطب الأوروبي، التي ما زالت تترك آثارها على تعامل بعض المؤسسات الصحية مع المرضى من الأقليات، وتؤكد الحاجة الملحة إلى إصلاحات عميقة تضمن المساواة في الحق في العلاج والكرامة الإنسانية.

Exit mobile version