النهار المغربية-يوسف أقضاض
أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية، في لقاء تلفزي على القناة الثانية، أن المغرب توصل اليوم إلى قرار تاريخي لصالحه في مجلس الأمن الدولي، وذلك بفضل التدخل الشخصي والحكيم لجلالة الملك محمد السادس، وجهوده الدبلوماسية المستمرة.
وأوضح بوريطة أن مقاربة الملك، المعتمدة على دبلوماسية عقلانية وواضحة، أثمرت نتائج إيجابية على الساحة الدولية. وأضاف أن دعم مجلس الأمن الدولي لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية جاء نتيجة عمل مستمر بدأ منذ سنوات عديدة، شمل زيارات الملك التاريخية إلى الصين عام 2015، ثم روسيا، وعدد من الدول الإفريقية، ما عزز موقع المغرب دولياً.
وأشار الوزير إلى أن المغرب أثبت أنه دولة صاحبة مبادئ ثابتة، وأن المملكة اليوم ليست كما كانت في الماضي، بفضل رؤية الملك الواضحة وثقته في إمكانيات بلاده، واعتماده على دبلوماسية واضحة، مدروسة، وطموحة، تقوم على الشفافية والوضوح، لأن الوضوح يولد الطموح والطموح يجذب الشركاء.
ولفت بوريطة إلى أن التصويت في مجلس الأمن كان صعباً، إذ كان طرف النزاع، الجزائر، حاضراً، مما جعل العملية أكثر تعقيداً. وأضاف أن الملك تدخل شخصياً في اللحظات الحاسمة خلال الأيام الأخيرة، لضمان حصول المغرب على 9 أصوات داعمة دون أي فيتو، قبل أن يصل العدد إلى 11 عضواً بفضل مجهود كبير ومباشر من الملك.
وأشار الوزير إلى أن الدعم الدولي شمل دولاً كأمريكا وفرنسا وبريطانيا، التي دعمت المغرب بفضل رؤية الملك، فضلاً عن دول حليفة مثل سيراليون وبنما التي سحبت اعترافها بالبوليزاريو. كما ذكر أن الصين وروسيا، رغم خلافاتهما مع حامل القلم الولايات المتحدة، امتنعتا عن استخدام الفيتو، بفضل تدخل الملك وزيارته السابقة لروسيا.
وأوضح بوريطة في تصريحه على أن المغرب يجنّي اليوم ثمار الجهود الكبيرة لجلالة الملك على المستوى الداخلي والخارجي، وأن السنة المقبلة ستشهد انضمام دول حليفة لمجلس الأمن الدولي مثل البحرين وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكداً أن حكمة الملك كانت حاسمة لتحقيق هذا القرار التاريخي في ظرفية دولية صعبة.