Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

هل تجرؤ الجزائر على طرد سفير أمريكا والدول المصوتة لصالح المغرب من فوق أراضيها؟

هل تجرؤ الجزائر على طرد سفير أمريكا والدول المصوتة لصالح المغرب من فوق أراضيها؟

النهار المغربية ـ الدار البيضاء

من كان يتابع السياسة الخارجية الجزائرية في السنوات الماضية، يذكر جيدا تلك العادة “القديمة الجديدة”: كلما عبرت دولة ما عن دعمها لمغربية الصحراء أو أشادت بمبادرة الحكم الذاتي، تسارع الجزائر إلى استدعاء سفيرها للتشاور، أو تهدد بطرد السفير المعتمد لديها، وكأن العالم بأسره يعيش على إيقاع مزاج قصر المرادية.

لكن اليوم، وبعد أن مر القرار الأممي الأخير في مجلس الأمن، بأغلبية ساحقة من الدول الكبرى الداعمة للطرح المغربي، يبدو أن الجزائر قد فقدت صوتها، لا استدعاء ولا تهديد ولا حتى بيان محتشم، صمت مريب، أثقل من أي تصريح.

فهل ستجرؤ الجزائر، كما كانت تفعل سابقا، على استدعاء سفير الولايات المتحدة الأمريكية؟

هل ستغامر بتوبيخ سفراء الدول القوية و الكبرى التي صوتت علنا لصالح مغربية الصحراء؟

هل ستلوح بطرد ممثلي تلك الدول التي دعمت و ساندت موقف المغرب من أراضيها؟

الجواب يعرفه الجميع: قطعا لا.

فالذين يتحدثون كثيرا في غياب الأقوياء، يصمتون طويلا حين تتحدث العواصم الكبرى.

لقد انتهى زمن التهديدات الإعلامية التي كانت تستخدم لإرضاء الداخل، وباتت الجزائر تدرك أن مواجهة القوى العالمية لن تجلب سوى مزيد من العزلة السياسية، ومزيدا من الإحراج أمام شعبها.

لقد حاولت الجزائر لسنوات شراء المواقف عبر أموال الغاز والنفط، لكنها اليوم تجد نفسها أمام واقع جديد: الشرعية لا تشترى، والمصداقية لا تستأجر.

القرار الأممي الأخير ليس مجرد وثيقة عابرة، بل هو إعلان صريح بأن المجتمع الدولي اختار الواقعية المغربية، وأغلق الباب أمام أوهام الانفصال.

ولأن الحكمة تقول: “من لا يملك القدرة على الرد، يختار الصمت”، فقد اختارت الجزائر الصمت المطبق، لا تصريحات نارية، لا استدعاءات، ولا تهديدات، فقط مراقبة صامتة، وهي ترى الدول التي كانت تهددها بالأمس تصوت اليوم لصالح المغرب، دون أن تجرؤ حتى على التعليق.

لقد تغير ميزان الدبلوماسية، وبقيت الجزائر عالقة في خطاب قديم، لم يعد أحد يأخذه على محمل الجد، أما المغرب، فماض بثقة وثبات في ترسيخ سيادته على صحرائه، مدعوما بعدالة قضيته وشرعية مواقفه.

وبينما تطفأ الأنوار في قاعات الخطابات المتشنجة، يسطع الضوء من جديد على الحقيقة البسيطة التي لا تحجب: الصحراء مغربية.. والمجتمع الدولي بات يقولها جهارا.

Exit mobile version