في مشهد وطني مهيب.. الشعب ملتف في صف واحد حول ثوابته الوطنية

في مشهد وطني مهيب.. الشعب ملتف في صف واحد حول ثوابته الوطنية
حجم الخط:

النهار المغربية –  الدار البيضاء

في لحظة ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية، عاش المغاربة من طنجة إلى الكويرة ليلة استثنائية عنوانها الفخر والانتماء، بعد صدور القرار الأممي الذي تبنت فيه أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل وحيد واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

من الدار البيضاء إلى برشيد، ومن سطات إلى أكادير والعيون و الداخلة و السمارة و طنجة و كل مدن المغرب، خرج المواطنون في مشاهد عفوية تحمل في طياتها رمزية الوحدة والوفاء للوطن.

الأعلام المغربية غطت الشوارع والساحات، والهتافات تعالت من كل صوب وهي تردد بصوت واحد: “الصحراء مغربية.. وستبقى مغربية إلى الأبد”.

في جهة الدار البيضاء – سطات، حيث تنبض الحياة بروح الوطنية الدائمة، خرجت الحشود الكبيرة إلى الشوارع تعبيرا عن فرحتها بهذا النصر الدبلوماسي التاريخي.

مشهد العائلات، والأطفال، والشباب، والنساء الذين تزينوا بالألوان الوطنية، كان أبلغ من أي خطاب، وجوه باسمة وقلوب مفعمة بالعزة والفخر، تؤكد أن المغاربة، على اختلاف أعمارهم ومناطقهم، يقفون صفا واحدا وراء ثوابت المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

هذا القرار الأممي لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل تتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الهادئ والحازم الذي يقوده المغرب بثقة وثبات، وهو اعتراف متجدد بعدالة قضيته الوطنية ومصداقية مقاربته الواقعية التي تضع التنمية والاستقرار في صلب الحل.

لقد جسد الشعب المغربي مرة أخرى صورة ناصعة للوطنية الصادقة، مؤكدا أن قضية الصحراء ليست مجرد ملف دبلوماسي، بل قضية وجود وهوية ووحدة ترابية لا تقبل المساومة.

إن مشاهد الفرح التي عمت المدن المغربية لم تكن فقط احتفالا بقرار أممي، بل تجديدا للعهد على الوفاء للوطن، وإعلاءا لصوت الحقيقة الذي يردد بأن المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها.

وفي هذا المشهد الوطني المهيب، تتجلى عظمة شعب مؤمن بعدالة قضيته، وملتزم بمسار السلم والتنمية، تحت راية واحدة وشعار خالد: الله – الوطن – الملك.