النهار المغربية – شفيق عنوري
سلط تقرير صحفي إسباني الضوء على الاهتمام المتزايد بعلم النيازك في المغرب، والذي يقابله تنامي أنشطة تهريب الصخور القادمة من الفضاء إلى خارج المملكة.
وقالت صحيفة “eldebate” إن عدد النيازك المكتشفة في المغرب منذ سنة 1999 يتجاوز الألف، مما أثار ما يعرف بـ”الحمى الفضائية” في البلاد.
وأضافت أن السلطات المغربية والمجتمع العلمي أكدت على ضرورة “وضع حد لهذه الأنشطة، لأن استخراج النيازك وتصديرها بدون تصاريح يؤدي إلى فقدان التراث الجيولوجي والعلمي للبلاد”.
وأوضح المصدر أن حوالي 18 ألف نيزك تسقط على الأرض سنويا، غالبيتها صغيرة الحجم ولا تشكل خطرا لأنها تتحلل قبل الوصول إلى السطح، في حين تصل نسبة صغيرة منها على شكل غبار وجزئيات دقيقة.
أما النيازك الأكبر حجما التي تزيد عن عشرة غرامات، فعادة ما تكتشف في القارة القطبية الجنوبية، حيث يسهل العثور عليها على سطح الجليد والثلوج البيضاء، وفق ما جاء في المصدر نفسه.
واسترسل الموقع الإسباني في تقريره، أن المغرب يعتبر أكثر البلدان نشاطا في البحث وبيع النيازك، متابعا أن حسناء شيناوي، أستاذة الجيولوجيا بكلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قادت جهودا لتقريب علم النيازك إلى الجمهور من خلال مؤسسات ومعارض مثل مؤسسة الأطاريك ومعرض “نيازك، رسل السماء: الأصول” الذي استقطب أكثر من 18000 زائر.
وأبرز التقرير أن المغرب يعتبر “من أفضل الأماكن عالميًا للبحث عن النيازك، خاصة في صحراء الساحل، ومن أبرزها نيزك مارس “تيسينت” الذي سقط عام 2011، ونيزك آخر اكتُشف عام 2018 يُعرف باسم Northwest Africa 12264 ووزنه 50 غرامًا، وقد تم شراءه من قبل الباحث بن هوفناغلز من تاجر في أكادير، ويُقدَّر أنه تشكّل قبل 4564 مليون سنة”.
وأردف التقرير “أما نيزك آخر يُعرف بـ Black Beauty أو NWA 7034، فقد سقط عام 2011 ويزن 320 غرامًا، ويُظهر دلائل على وجود مياه سائلة على سطح المريخ قبل مليارات السنين”، مبرزً أن “هذه الأمثلة ليست الوحيدة، فالسوق السوداء للنيازك في المغرب نشطة منذ سنوات، خصوصًا في الصحراء حيث تتواجد شبكات من الصيادين المحليين والوسطاء والمشترين الأجانب”.
ونبه التقرير الإسباني إلى أن “كثيرا من هذه القطع تُباع وتُصدّر بدون رقابة رسمية، ويُقدّر أن حوالي 70 في المائة من سكان مدينة إرفود يعيشون من بيع النيازك”، موضحاً في الختام أن عددا من الجيولوجيين المغاربة، يؤكدون أن النيازك جزء من تاريخ المغرب وتراثه، مطالبين بسن قوانين جديدة لوضع حد لهذه الممارسات التي وصفوها بأنها “عصابة”.
