وسط تقاعس السلطات.. نساء جزائريات يقعن في فخ شبكات النصب باسم الزواج من أجانب

وسط تقاعس السلطات.. نساء جزائريات يقعن في فخ شبكات النصب باسم الزواج من أجانب
حجم الخط:

النهار المغربية

تشهد الجزائر في السنوات الأخيرة تفشياً مقلقاً لظاهرة الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف النساء، تحت ذرائع ووعود زائفة بالزواج من أجانب، وهي ظاهرة يرى حقوقيون أنها باتت “تجارة بالأحلام والرغبات”، تستغل هشاشة النساء في ظل الفشل الاقتصادي والاجتماعي للنظام الجزائري وسياسته التي أفرغت المجتمع من آفاق حقيقية لتحسين الوضع المعيشي أو تحقيق حلم الهجرة.

مواقع التواصل الاجتماعي منصات خصبة لشبكات الاحتيال

وتشير تقارير حقوقية إلى أن مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصات خصبة لشبكات احتيال، تتخفى وراء واجهات الزواج من أجانب، خصوصاً من تركيا، حيث تطالب الضحايا بدفع مبالغ مالية للوسطاء، قبل أن يتضح لاحقاً أن كل ذلك مجرد عمليات نصب منظمة تستغل الفراغ القانوني والإهمال الحكومي لمراقبة هذه الشبكات.

ويؤكد مراقبون أن الظاهرة تتسع بسرعة، مستهدفة فتيات من مختلف الفئات العمرية، حيث يتلقين وعوداً بالزواج والسفر والاستقرار، ليكتشفن لاحقاً أن تلك الوعود كانت مجرد خدع محكمة لسرقة المال أو استغلال الضحايا في علاقات غير قانونية.

ويجد العديد من النساء أنفسهن في مآزق معقدة بعد السفر إلى الخارج دون عقود رسمية أو ضمانات قانونية، ما يؤدي إلى فقدانهن المال والكرامة وحتى وضعهن القانوني، في حين يغيب أي تدخل فعال من السلطات الجزائرية لمكافحة هذه الظاهرة أو حماية الضحايا.

تصاعد الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية للجزائريين

ويرى خبراء أن الظاهرة  مرتبطة بارتفاع رغبة الشباب الجزائري، نساءً ورجالاً، في الهجرة بسبب “الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية”، وهي نتيجة مباشرة لسياسات النظام الجزائري التي فشلت في توفير فرص حقيقية للعيش الكريم، ما يجعل المجتمع أرضاً خصبة لشبكات النصب العابرة للحدود.

وبحسب حقوقيين، تعمل هذه الشبكات بأساليب دقيقة تشمل إنشاء حسابات وهمية، استخدام لغات متعددة، وتقديم مستندات مزيفة توهم الضحايا بالجدية.

ومن بين الضحايا، روت “آمال.ع”، 32 عاماً، لـقناتي “العربية.نت/الحدث.نت” كيف أوهمتها امرأة عبر مجموعة على “فيسبوك” بأنها ستزفها إلى رجل تركي، مع وعد بإقامة محدودة إلى أن تستكمل وثائق الزواج.

وأضافت آمال: “طلبت مني مبلغا بسيطا لتوفير الإقامة لي، على أن أغادر الجزائر بمجرد تسوية وضعيتي، ما بدا لي أمراً مقبولاً، إلى أن اكتشفت أن نساء أخريات تعرضن لنفس الاحتيال، وأن كل ذلك مجرد سيناريوهات حبكتها عصابات منظمة تستغل الوضع الاجتماعي الهش للجزائريين”.