النهار المغربية – وجدة
شهدت مدينة وجدة اليوم، الثلاثاء 28 أكتوبر الجاري، وقفة احتجاجية نظمها طلبة وخريجو المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالمدينة. تأتي هذه الوقفة، التي عكست حالة من الغضب والاستياء، لتجدد مسلسل الاحتقان الذي يخيم على معاهد تكوين الأطر الصحية في المغرب، تنديداً بما وصفوه بـ “سياسة الإقصاء والتسويف” التي تنهجها الوزارة الوصية في التعامل مع ملفهم المطلبي.
خلال الوقفة، رفع المحتجون شعارات قوية تعكس البيان الأخير للتنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي معاهد التمريض، مطالبين بوضع حد لمعاناتهم التي تتفاقم بين محورين أساسيين: غياب التعويضات عن التداريب الاستشفائية وشبح البطالة الذي يلاحق الخريجين.
وأكد المحتجون أن الطالب الممرض يقضي أزيد من 200 ساعة شهرياً داخل المستشفيات، معرضاً لمختلف الأخطار المهنية، دون أن يتلقى أي تعويضات كافية لتغطية مصاريف النقل والمأكل الأساسية. هذا الوضع المزري، وفقاً للمحتجين، يمثل استغلالاً واضحاً لجهودهم وتضحياتهم.
ولم تقتصر مطالب المحتجين على التعويضات، بل امتدت لتشمل مصير الخريجين الذين يواجهون شبح البطالة بسبب شح المناصب المالية. وأشار منظمو الوقفة إلى أن ما يناهز 1600 خريج على الصعيد الوطني، منهم 217 بجهة الشرق وحدها، يواجهون البطالة بشكل مباشر ويُقصَون من سوق الشغل، في سياسة وصفوها بغير المفهومة، خاصة وأنهم يمثلون الركيزة الأساسية للمنظومة الصحية.
واعتبر منسقون محليون أن هذه الوقفة تأتي “رداً على تماطل الوزارة وسياسة الإقصاء الممنهجة”، متسائلين عن مصداقية التنمية المستدامة للأطر التمريضية في ظل هذا الواقع.
وطالب المحتجون الوزارة الوصية بضرورة التدخل العاجل لإنصافهم، عبر إقرار تعويضات لائقة عن التداريب الاستشفائية. كما شددوا على ضرورة الإفراج الفوري عن المناصب المالية الكافية لاستيعاب جميع الخريجين، وإنهاء مسلسل “التهميش” الذي يطال هذه الفئة الحيوية والأساسية في القطاع الصحي بالمغرب.
