محمد منفلوطي_النهار المغربية
هي قصة بطعم الإنسانية والايثار والانفاق مما يُحب المرء مصداقا لقوله تعالى” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”، هي قصة شابة وهبت جزءا من كبدها لإنقاذ حياة خالتها، فما كان للأخيرة إلا أن تفارق الحياة بعد أيام معدودات من اجراء العملية..
تعالوا معنا، لنروي القصة من ألفها إلى يائها..من مدينة سطات انطلقت الرحلة بحثا عن العلاج نحو الديار التركية..
قاد الشاب “جواد لفتيني “وهو مستشار جماعي بالمجلس الجماعي لمدينة سطات، الرحلة رفقة الخالة وابنة الأخت المتبرعة، قادهم المسير إلى إحدى المصحات بالديار التركية بعد أن قرروا بيع الممتلكات من منزل وسيارة لسد مصاريف العلاج التي حددتها مصادرنا في 50 مليون.
حط الثلاثة الرحال بتركيا، وهناك بإحدى المصحات الطبية، خضعت الخالة لمختلف الفحوصات الطبية مع أخذ العينات، وبالموازاة مع ذلك أُخذت عينات لكل من المتبرعين الاثنين، ليتم الاستقرار على كبد المتبرعة “أميمة” التي لم تتردد، بل سارعت إلى تلبية النداء.
عاد الشاب “جواد” أدراجه إلى الديار، وترك الشابة أميمة علوي بلغيتي” وهي بالمناسبة ممرضة ومستشارة بالجماعة ذاتها بسطات، خارج الديار، وبالضبط بالديار التركية ترعى خالتها بعد خضوعها لعملية دقيقة، وهي التي منحتها جزءا كبيرا من كبدها قدرته مصادرها بحوالي 68%، مساهمة في ذلك في انقاذ روحها، قد تمت العملية بنجاح بإحدى المصحات الخاصة بتركيا.
هاهي اليوم، ستعود أميمة إلى وطنها الأم المغرب، تاركة نعش خالتها ليلتحق بها بعد أن تتم معالجة كافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بتشييع الجنائز من خارج الوطن..
لتُطوى بذلك معها رحلة البحث عن العلاج والتعلق بالحياة، وهي رحلة ستبقى خالدة في ذكرى الأسرة والعائلة والشابة المتبرعة….ورحم الله الفقيدة
