تشهد جهة فاس-مكناس أزمة فلاحية حادة تفاقمت بفعل استمرار الجفاف وتراجع التساقطات المطرية للعام الرابع على التوالي، مما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي ورفع تكاليفه.
كما يعرب الفلاحون في المناطق القروية عن قلقهم البالغ إزاء شح المياه وتناقص منسوب المياه الجوفية في الآبار والسدود، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى التخلي عن زراعة بعض المحاصيل الموسمية الهامة كالقمح والشعير والبقوليات، فضلاً عن تضرر أشجار الزيتون والغابات جراء قلة الأمطار.
وفي السياق ذاته، تعمل الجهات المعنية على اتخاذ تدابير للتخفيف من حدة الأزمة، من خلال دعم تقنيات الري بالتنقيط، وتوفير الأعلاف المدعمة للمواشي، بالإضافة إلى تشجيع المزارعين على التحول إلى زراعة محاصيل موفرة للمياه.
ويرى الخبراء أن الوضع يتطلب وضع خطة طارئة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، وذلك عبر تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية المتطورة والطاقات المتجددة، إلى جانب الإدارة المستدامة للموارد المائية، بهدف الحفاظ على صمود القطاع الفلاحي الذي يمثل ركيزة أساسية لاقتصاد الجهة.
