هل وصلت قصة الجزائر و”البوليساريو” إلى نهايتها؟

هل وصلت قصة الجزائر و”البوليساريو” إلى نهايتها؟
حجم الخط:

النهار المغربية – شفيق عنوري

سلط تقرير فرنسي الضوء على قصة الجزائر وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، معتبراً أن النظام العسكري أوشك على الوقوع في الفخ الذي نصبه للمغرب.

وقال التقرير الذي نشره موقع “sahel-intelligence” إن النظام الجزائري جعل منذ سنة 1975، الدعم المالي والعسكري لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، أحد “ركائز سياسته الخارجية واستراتيجيته في إفريقيا”.

وأضاف الموقع الفرنسي المتخصص في الشؤون المرتبطة بمنطقة الساحل، أن خبراء غربيين يرون أن هذا التحالف الذي استُغِلّ لأغراض جيوسياسية وخاصة داخلية، بدأ ينقلب ضد من أسسه، حالياً الجنرال سعيد شنقريحة والرئيس عبد المجيد تبون.

وأردف أنه “بين الانقسامات الداخلية في الشمال مع إعلان استقلال القبائل من قبل الرئيس فرحات مهني، والعزلة الدبلوماسية المتزايدة من دول الجنوب، والاستياء الشعبي، أصبح النظام العسكري الجزائري الآن محاصراً بالفخ الذي نصبه بنفسه”.

واعتبر التقرير أن “اتفاقيات إبراهيم، التي تمثل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية”، وجهت “ضربة قوية لاستراتيجية الجزائر الدبلوماسية، مما زاد عزلة نظام ضعيف يعاني من الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الداخلية التي قمعتها الأجهزة الأمنية الجزائرية”.

ونبه المصدر نفسه إلى أن الحفاظ على مخيمات تندوف، وقادة “البوليساريو” في الخارج، يكلفان ميزانية الجزائر حوالي مليار دولار سنوياً، مردفاً أنه “في ظل الأزمة الاجتماعية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، أصبح هذا الإنفاق صعباً أكثر فأكثر على التبرير”.

وواصل المصدر نفسه، أن الأسوأ من ذلك هو السطو على المساعدات الإنسانية الموجهة للسكان الصحراويين في مخيمات تندوف، منبهاً في هذا السياق إلى أنه، حسب تحقيقات استخباراتية، فإن ما يزيد عن 80 في المائة من سكان المنطقة، من أصل جزائري أو من المهاجرين الأفارقة.

وفي ظل هذا الوضع، اعتبر التقرير أن النظام الجزائري وجد نفسه “معزولاً، محاصراً بخطاب ثابت لم يعد يتوافق مع الواقع الجيوسياسي العالمي”، معتبراً أنه بالاعتماد على “البوليساريو”، حبَس النظام العسكري نفسه في منطق مواجهة عقيمة تضعف اقتصاده، وتعزل دبلوماسيته، وتغذي عدم استقراره الداخلي.