النهار المغربية – محمد زريوح
شهدت الدورة العادية لمجلس جماعة الناظور، المنعقدة مساء الثلاثاء، أجواء مشحونة تخللتها مشادات كلامية وفوضى داخل قاعة الاجتماعات، بعد أن أثارت المستشارة الجماعية حفيظة هركاش، المنتمية لحزب الاستقلال، جدلًا واسعًا برفضها دعمًا ماليًا موجّهًا لجمعية تُعنى بمرضى السرطان.
وخلال مداخلتها، عبّرت هركاش عن اعتراضها على تخصيص مبلغ مالي لجمعية “تآزر لمرضى السرطان”، معتبرة أن الجمعية لا تقوم بدورها كما ينبغي، وأنها لا تستحق الدعم العمومي، مطالبة بإعادة النظر في معايير توزيع الدعم على الجمعيات المحلية.
تصريحات المستشارة فجّرت موجة من الردود الغاضبة من طرف عدد من الأعضاء، بينهم رئيس المجلس ومستشارون من توجهات سياسية مختلفة، الذين رأوا أن موقفها غير مبرر ويتصل بخلافات شخصية سابقة، مؤكدين في المقابل أن الجمعية المعنية تقوم بدور إنساني مهم لفائدة مرضى السرطان بالإقليم.
ومع تصاعد حدة النقاش، تحوّلت الجلسة إلى حالة من الفوضى، تخللتها ملاسنات بين عدد من الأعضاء، قبل أن تتطور الأمور إلى تصرف غير معتاد حين أقدمت المستشارة الاستقلالية على تكسير أحد كراسي قاعة الاجتماعات، وهو ما اعتبره بعض الحاضرين اعتداءً على ممتلكات الجماعة.
وفي سياق متصل، عبّرت فعاليات مدنية وسياسية عن استيائها من الطريقة التي تم بها توزيع المنح، معتبرة أن العملية شابها الكثير من “المحسوبية والزبونية”، حيث تم تغييب معايير واضحة وشفافة في تخصيص الدعم، ما أثار غضب عدد من الجمعيات التي لم تستفد رغم نشاطها الميداني. وطالبت هذه الأصوات وزارة الداخلية بفتح تحقيق عاجل والتدخل لوقف ما وصفوه بـ”التسيّب في تدبير المال العام”.
ورغم أجواء التوتر، صادق المجلس خلال الجلسة ذاتها على دعم جمعية “تآزر لمرضى السرطان” بمبلغ 33 مليون سنتيم، إلى جانب 80 مليون سنتيم لفائدة جمعية “التكافل الاجتماعي”، و27 مليون سنتيم لجمعية “شباب الخير للتضامن الاجتماعي”.
ومن المنتظر أن تستمر تداعيات هذه الجلسة خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد المطالب بإعادة النظر في آليات توزيع الدعم العمومي، وضمان ربطه بمعايير الشفافية، والمردودية، وخدمة الصالح العام.