من حرم إقليم ميسور من التنمية؟ سؤال يؤرق الساكنة منذ عقود

من حرم إقليم ميسور من التنمية؟ سؤال يؤرق الساكنة منذ عقود
حجم الخط:

النهار المغربية- ع محياوي

رغم غنى إقليم ميسور بثرواته الطبيعية وموارده البشرية وموقعه الجغرافي المهم، إلا أنه لا يزال يعيش على هامش ركب التنمية، وكأن الزمن توقف عنده. فبين الوعود الانتخابية المتكررة والمشاريع المؤجلة، يظل المواطن الميسوري ينتظر بفارغ الصبر نهضة حقيقية تليق بمكانة الإقليم وتاريخه.

من يتجول في شوارع ميسور يلمس واقعًا مريرًا: بنية تحتية متقادمة، غياب لمناطق صناعية قادرة على خلق فرص شغل، ضعف في الخدمات الصحية والتعليمية، وهجرة متزايدة للشباب نحو المدن الكبرى بحثًا عن الأمل المفقود.

يتساءل الكثيرون: من المسؤول عن هذا الجمود التنموي؟

هل هو تقصير من السلطات المحلية؟ أم غياب لرؤية تنموية متكاملة من الجهات المنتخبة؟ أم أن الإقليم ضحية تهميش ممنهج جعله خارج أولويات الاستثمار العمومي؟

الواقع أن ميسور تحتاج اليوم إلى مخطط إنقاذ تنموي عاجل، قائم على رؤية استراتيجية واضحة، تضع الإنسان في صلب الاهتمام، وتستثمر في مؤهلات الإقليم الفلاحية والسياحية والطبيعية. كما أن إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص أصبح ضرورة ملحّة لإطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية جديدة.

لقد آن الأوان لأن يسمع صوت ميسور في مراكز القرار، وأن تتحول الشعارات إلى أفعال، لأن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالكلمات، بل بالإرادة والعمل الميداني والتخطيط الرشيد.

ميسور لا تطلب المستحيل، بل فقط حقها في الإنصاف التنموي، لتستعيد مكانتها كإقليم واعد في جهة فاس–مكناس، يساهم في تنمية الوطن بدل أن يبقى خارج الخريطة.