النهار المغربية – شفيق عنوري
بدأت جامعة القاضي عياض بمراكش دراسة مشتركة مع المتحف الوطني لجبل طارق بهدف فهم حركة هجرة الخفافيش بين المغرب والإقليم البريطاني، وتحديد المواقع الحيوية التي تستخدمها هذه الأنواع خلال دورة حياتها، ودراسة آثار التنقل الموسمي لهذه الكائنات على المنطقة.
وكشف موقع “إل فارو” الإسباني، أن علماء المتحف الوطني لجبل طارق يدرسون الخفافيش منذ أكثر من اثني عشر عامًا، في محاولة لتحديد أنواعها وحالة تجمعاتها ووضع برامج لحمايتها، خاصة بعد أن أظهرت الدراسات الأولية أن معظم التجمعات كانت في حالة حرجة، ما استدعى إطلاق برامج للتوعية والتعليم لضمان حماية هذه الحيوانات.
وأوضح الموقع أن الدراسة الأولية، التي حملت اسم “Gib-Bats”، نفذت بالتعاون مع جمعية جبل طارق لعلم الطيور والتاريخ الطبيعي ووزارة البيئة في جبل طارق، وركزت على مراقبة الأنواع، وعدد أفرادها، ومراحل الهجرة الموسمية، مع تركيب صناديق أعشاش لتوفير أماكن آمنة للخفافيش، ومراعاة التشريعات الخاصة بالبناء قبل التشييد أو الهدم.
وأفاد الموقع أن أحد الأنواع، وهو الخفاش الكهفي (Miniopterus schreibersii)، يصل إلى جبل طارق موسميًا ثم يغادر لعدة أشهر، وأن بعض الأفراد وُجدوا حتى في البرتغال، ما أثار تساؤلات حول مسار هجرتها وما إذا كانت تأتي من مناطق جنوبية.
وأشار الموقع إلى أن الباحثين حصلوا على تراخيص رسمية من وزارة البيئة في جبل طارق والحكومة الإسبانية ومجلس الأندلس لوضع علامات تعريفية على الخفافيش، لتتبع تحركاتها بدقة، وتوسيع نطاق البحث ليشمل المغرب.
وأكد موقع “إل فارو” أن الاتفاقية تشمل تبادل المعلومات وتدريب العلماء الشباب، والعمل في الميدان في مناطق نائية، فضلاً عن دراسة النتائج ونشرها لاحقًا، بهدف فهم حركة الخفافيش بين المغرب وجبل طارق والمناطق الجنوبية لشبه الجزيرة الإيبيرية.
وأوضح الموقع أن وزير البيئة في جبل طارق، جون كورتيس، اعتبر أن هذا التعاون يعزز المعرفة بالتنوع البيولوجي في المنطقة ويساهم في حماية الأنواع الهشة، ويقوي الروابط العلمية مع المغرب، مؤكدًا أهمية التعاون الدولي في حماية الأنواع ذات القدرة العالية على التنقل.