أشعلت وفاة سيدة حامل جديدة في المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير فتيل الاحتجاجات، لتسجل بذلك الوفاة التاسعة في سلسلة من الحوادث المأساوية التي تلقي بظلالها على واقع قطاع الصحة بالمغرب.
كما لقي الحادث استياءً واسعًا، إذ لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة بعد نقلها في حالة حرجة من مستشفى إقليمي إلى المستشفى الجهوي، ورغم إجراء عملية قيصرية لإنقاذ الجنين، إلا أن الأم فارقت الحياة، ما أعاد إلى الواجهة وصف “مستشفى الموت”.
في السياق ذاته، أعلنت المديرية الجهوية للصحة عن تشكيل لجنة تفتيش مركزية للتحقيق في ملابسات الوفاة، في حين تحركت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية باتخاذ إجراءات عاجلة، شملت إعفاء مسؤولين وأطر طبية، بالإضافة إلى إرسال معدات طبية جديدة وتشكيل لجان تفتيش.
وبالنظر إلى تصاعد الاحتقان، يطالب المواطنون بإصلاح جذري لقطاع الصحة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية، وتأهيل الموارد البشرية، وربط المسؤولية بالمحاسبة. كما هدد أطباء بكشف ما وصفوه بـ”المسرحية” التي تم ترتيبها داخل المستشفى، مما يعكس أزمة ثقة عميقة بين الوزارة والأطر الصحية، وسط ترقب الشارع لمستقبل المنظومة الصحية في البلاد.