يعاني العديد من المرضى في المستشفيات العمومية المغربية من صعوبة إجراء فحوصات السكانير، بسبب ما يُعرف بـ”السكانير خاسر”، وهي عبارة تلخص أزمة متكررة تثير غضب المواطنين. ففي العديد من المستشفيات، يتزاحم المرضى لساعات طويلة، ليواجهوا في النهاية رفضًا قاطعًا لإجراء الفحص بحجة تعطل الجهاز. هذا الأمر يُجبرهم إما على الانتظار بلا تحديد، أو اللجوء إلى المصحات الخاصة، مع تكاليف باهظة، رغم أن الفحص لا يستغرق سوى دقائق معدودة.
هذه الظاهرة ليست محصورة في مدينة بعينها، بل تتكرر في عدة مدن مغربية، مما يثير تساؤلات حول حقيقة الأعطال المتكررة. فبينما تُشير شهادات عديدة إلى أن أجهزة السكانير قد تكون صالحة للاستعمال، إلا أن الأعذار تتكرر بذات الصيغة، مما يُشجع الشكوك حول وجود أسباب أخرى وراء ذلك، كإحالة المرضى إلى مختبرات أو مصحات خاصة لتبادل المصالح. تتضارب الروايات بين شهادات المرضى التي تُفيد بتعمد تعطيل الخدمة، ورواية المسؤولين التي تنفي ذلك وتُرجع الأمر إلى أعطال تقنية طبيعية، لكن يبقى غياب الشفافية واختلاف الروايات يُثير قلق المواطنين ويُثير تساؤلات حول مدى فعالية الخدمات الصحية العمومية. يتطلب الأمر تدخلًا عاجلاً لمعالجة هذا الخلل الذي يُعاني منه المواطنون، والعمل على تعزيز الثقة في القطاع الصحي العمومي.